أنهت هيئة التراث أعمال مشروع المسح والتنقيب الأثري في بلدة القرينة، الواقعة شمال غرب مدينة الرياض. ويأتي ذلك بمشاركة مجموعة من الخبراء السعوديين، في إطار جهود الهيئة للحفاظ على المواقع التراثية الوطنية وتعزيز التعريف بها، بالإضافة إلى الاستفادة منها كمورد ثقافي واقتصادي مهم للمملكة.
كان الهدف من المشروع جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات لتعزيز الدراسات العلمية حول موقع القرينة. حيث يسعى القائمون عليه للتعرف على التسلسل الحضاري والتاريخي لهذا الموقع، فضلاً عن استكشاف الطرز المعمارية وطرق البناء المتبعة فيه وتوثيق المعثورات الأثرية الناتجة عن أعمال البحث.
ممكن يعجبك: خطوات التسجيل في دعم ريف 1445 عبر منصة الدعم الريفي reef.gov.sa وشروط الدعم بعد التعديلات الجديدة
اكتشافات جديدة تعزز الفهم التاريخي
أسفرت أعمال المسح والتنقيب عن اكتشاف منشآت دائرية تشبه مقابر الألف الثالث والثاني قبل الميلاد. كما تم رصد طريق أثري يمتد من الوادي نحو أعلى الهضبة في موقع القرينة وصولًا إلى مدينة الرياض. هذا بجانب اكتشاف العديد من القطع الفخارية والأدوات الحجرية، التي يعود تاريخ بعضها لأكثر من 50 ألف سنة في فترة العصر الحجري الوسيط.
مبادرة اليمامة ورسم الخريطة الأثرية
يُعتبر هذا الاكتشاف جزءًا من مبادرة «اليمامة» التي أطلقتها هيئة التراث بهدف إعادة رسم الخريطة الأثرية لمنطقة الرياض والمناطق المجاورة. تعتمد هذه المبادرة على تنفيذ مسوحات دقيقة باستخدام تقنيات بحث متقدمة لتوثيق المواقع غير المستكشفة سابقاً وتحليل أنماط الاستيطان البشري عبر العصور المختلفة، مما يُظهر عمق الإرث الثقافي والحضاري للمنطقة.
مقال له علاقة: مأرِز الإيمان مركز عالمي للريادة الوسطية خلال موسم الحج
استمرار الجهود لحفظ التراث الوطني
أشارت هيئة التراث إلى أن أعمالها في مجال المسح والتنقيب الأثري تعتبر استمرارًا لجهودها الرامية لحفظ المقدرات التراثية الوطنية. وأوضحت أن ما تحمله المملكة من تراث ثقافي هو امتداد للحضارات المتعاقبة التي استوطنت أراضيها عبر العصور المختلفة، مما يعكس غنى المملكة بالموارد التراثية والثقافية والتاريخية.