غزة – لا يتوقف مدرب منتخب كرة القدم إيهاب أبو جزر عن متابعة أحوال عائلته وأقاربه في غزة والتواصل معهم يومياً، وذلك في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية وما نتج عنها من مجاعة أنهكت أكثر من مليوني شخص يعيشون في القطاع المنكوب. يعيش أبو جزر، الذي يقيم في مدينة رام الله، حالة من القلق المستمر على أشقائه وشقيقاته وأبنائهم وآلاف من أقاربه الذين يعانون من الجوع والنزوح بسبب الحرب، ويشعر بالعجز عن تقديم المساعدة لهم للخروج من هذا الواقع الأليم.
يقول أبو جزر: “أتواصل مع أشقائي يومياً عبر الهاتف، ويعتصرني الألم والحزن وأنا أسمع شكواهم من الجوع وعدم قدرتهم على توفير الخبز لعائلاتهم في خيام النزوح. بكاء أطفالهم يؤلمني، ولا أستطيع إيصال رغيف واحد أو علبة حليب لهم”. ورغم محاولاته المتعددة لتقديم الدعم لعائلته خلال فترة الحرب، إلا أن إغلاق المعابر بالكامل يحول دون ذلك مما يزيد شعوره بالمرارة والأسف.
اقرأ كمان: محمد يوسف: معسكر تونس حقق أهدافه.. والأهلي مستعد لانطلاق الموسم الجديد
ذكريات مؤلمة
يتذكر أبو جزر موقفاً صعباً مرّ به في يونيو/حزيران الماضي، حين تزامن موعد مباراة المنتخب الفلسطيني ضد الكويت ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 مع اضطرار عائلته للنزوح من منطقتهم. يوضح قائلاً: “في ذلك اليوم وقبل المباراة بساعات، أصدر جيش الاحتلال أوامر بإجلاء السكان في منطقة شرق خان يونس، مما اضطر الجميع للخروج سيراً على الأقدام بحثاً عن الأمان. كان عقلي مشتتاً تماماً بين إدارة المباراة والقلق على مصير أشقائي وأبنائهم”.
شوف كمان: “الأهلي ينافس ريال مدريد” إزاى تصوت لـ الأهلى ومحمد صلاح فى جلوب سوكر 2024 vote.globesoccer
التحديات المستمرة
على الرغم من الظروف الصعبة التي يواجهها سكان غزة وسقوط آلاف الشهداء والجرحى، لا ينكر مدرب “الفدائي” صعوبة مهمته ولكنه يرى الأمر كواجب وطني يتجاوز الوظيفة العادية. يقول: “قيادة منتخب فلسطين هي مهمة وطنية قبل كل شيء وليست مجرد وظيفة. الألم الذي نعيشه يشكل دافعاً إضافياً لنا كجهاز فني ولاعبين لتحقيق نتائج إيجابية ترفع اسم فلسطين في المحافل الدولية”.
معركة الهوية
بالنسبة لأبو جزر وفريقه، كل مباراة يخوضها المنتخب تعتبر معركة داخل المستطيل الأخضر لإثبات الهوية ووجودهم ولتأكيد حبهم للحياة ومقاومتهم للاحتلال الذي يسلب أبسط حقوقهم المشروعة. يشير إلى تلقيه الكثير من الرسائل والاتصالات من مواطنين ومشجعين ولاعبين سابقين يتابعون أخبار “الفدائي” ويتفاعلون معه رغم الظروف القاسية.
ويضيف: “من المواقف التي أثرت فيّ كثيراً رؤية تجمعات المشجعين داخل خيام النزوح لمشاهدة مباريات المنتخب الوطني، وهو ما يثبت نظرة الفلسطينيين المختلفة لمنتخبهم حتى وهم في أحلك الظروف”.
يتمنى أبو جزر أن يتدخل العالم لإيقاف حرب الإبادة في غزة قبل فوات الأوان، معبراً عن صدمته من الجمود العالمي تجاه مشاهد الموت التي تُعرض على الهواء مباشرة والتي يراها الجميع دون أن يتحرك أحد.