غزة – في صباح يوم 24 يونيو/حزيران 2025، توجه نادر النجار، مدرب فريق خدمات جباليا لكرة القدم، إلى مركز المساعدات الإنسانية لمؤسسة غزة الأميركية في منطقة الشاكوش غرب مدينة رفح. كان ذلك كعادته في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، حيث انضم إلى عشرات الآلاف من الشباب الذين يعانون من الجوع ويبحثون عن المساعدة. كان نادر يأمل أن يعود كما فعل سابقًا ببعض الطحين والسلع الأساسية التي يحتاجها أطفاله الستة، لكن هذه المرة كانت مختلفة؛ فقد اختفى تمامًا وكأن الأرض ابتلعته.
خرج النجار من خيمته المنصوبة على أراضي المواصي غرب مدينة خان يونس، حيث استقر بعد تدمير منزله ومنزل عائلته واستشهاد والدته وثلاث من أخواته. بينما عاد بقية أشقائه إلى مدينة غزة بعد اتفاق مؤقت، قرر نادر البقاء هناك أملاً في توفير ما يسد رمق أطفاله. جلس داخل حفرة خلف حاجز ترابي منتظرًا فتح المركز، قبل أن يتعرض لإطلاق نار كثيف خلال مجزرة إسرائيلية جديدة، وكانت تلك آخر لحظة شوهد فيها حيًّا وفق ما ذكر شقيقه الأكبر محمد.
اقرأ كمان: استعد لمتابعة مباراة المغرب ومصر في كأس إفريقيا تحت 20 سنة!
روايات متضاربة
وبحسب محمد، فإن روايات شهود العيان المتناقضة زادت من قلق العائلة بشأن مصير ابنهم. بعضهم أكد أنه رآه داخل مركز المساعدات، بينما قال آخرون إنه كان داخل سيارة تحمل بعض المساعدات في طريق العودة إلى خيمته. ومع تزايد الروايات المتضاربة، لجأت العائلة إلى الطرق الرسمية للبحث عن نادر أملاً في معرفة مصيره.
محاولات البحث
طرقت العائلة أبواب المؤسسات المحلية والدولية مثل الصليب الأحمر ومركز الدفاع عن الفرد “الهوموكيد” ومؤسسات الميزان والضمير والهيئة المستقلة. جميع هذه المؤسسات لديها طلبات رسمية لمتابعة القضية بعد بحث مضنٍ في المستشفيات الحكومية والميدانية وثلاجات الموتى دون جدوى. لم تحصل العائلة على أي معلومات تهدئ من روعهم أو تقلل من توترهم.
من نفس التصنيف: مانشستر يونايتد يسعى للتعاقد مع نجم فياريال
مصير مجهول
منذ اختفائه، لم تتلقَ العائلة أي معلومات خاصة من الجهات الدولية. أكد الصليب الأحمر أنه تقدم بطلب لمعرفة إذا ما كان النجار معتقلاً لديهم، لكن المؤسسة الدولية أفادت بأنه لا يوجد رد وأن الأوضاع تعقدت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بسبب كثرة ملفات المفقودين وتعنت الاحتلال في الكشف عن مصيرهم. أما “الهوموكيد”، فلديه توكيل رسمي لمتابعة الملف وأكد بعد 20 يوماً أن مصلحة السجون أكدت عدم وجوده فيها.
حتى يتم العثور على نادر أو معرفة مصيره، يبقى والده الحاج عوض (65 عامًا) مع أحفاده ليعوّضهم عن غياب والدهم رغم الظروف القاسية. بينما يسعى محمد وبقية أشقاء نادر لتقديم الدعم لأبناء أخيهم. يُذكر أن نادر النجار قد درب أندية السلام وأهلي غزة وعمل مساعداً للمدرب في نادي خدمات النصيرات، وارتدى قمصان العديد من الأندية خلال مسيرته الكروية مثل شباب جباليا واتحاد خان يونس والمشتل ونماء.