شهدت مصر في الأسبوعين الماضيين سلسلة من الحرائق التي طالت منشآت حيوية ومبانٍ صناعية وتجارية في مناطق متفرقة من البلاد. أثار ذلك قلقًا واسعًا في الأوساط الرسمية والشعبية، خاصة مع استمرار التحقيقات في أسباب تلك الحوادث، وأبرزها حريق سنترال رمسيس الذي يُعتبر الأخطر.
حريق سنترال رمسيس، الذي اندلع في 7 يوليو وسط القاهرة، تسبب في اضطرابات كبيرة بخدمات الإنترنت والاتصالات، مما أثر على عمل المصارف وعطل بعض أنظمة البورصة لفترة قصيرة. هذا الوضع دفع النيابة العامة لفتح تحقيق موسع لكشف ملابسات الحادث.
شوف كمان: رزنامة العطل المدرسية في المغرب 2024-2025 لجميع الطلاب في المدارس والجامعات
تكرار الحرائق وتأثيراتها
في تطورات لاحقة، تكرر اندلاع حرائق في مناطق مختلفة. كان أبرزها حريق هائل التهم مصنعًا للملابس بمدينة السلام، مما أدى إلى تدمير مبنى مكون من أربعة طوابق بالكامل. كما نشب حريق آخر في محطة توليد الكهرباء “أسوان الأولى” يوم 17 يوليو بالقرب من خزان أسوان، لكن لم تتأثر الشبكة بعد تدخل فرق الإطفاء بشكل عاجل.
حرائق أخرى وتأثيرها على الاقتصاد
شهدت محافظات أخرى حرائق مشابهة، منها حريق مصنع إسفنج في دمياط وحريق في مصنع كيماويات متعدد الطوابق في مدينة بدر، إضافة إلى حريق بمول تجاري في محافظة المنيا. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك عدد من الحرائق المحدودة الأخرى التي تم السيطرة عليها دون خسائر بشرية كبيرة.
تحليل أسباب الحرائق
يرجع الخبير في الأمن الوقائي المهندس مجدي سلامة أسباب تكرار الحرائق إلى أعطال في التيار الكهربائي وضعف منظومات الحماية. وفي تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، أكد أن غياب أنظمة العزل الحراري والتعامل الفوري مع الاشتعال يزيد من خطورة مثل هذه الحوادث.
ممكن يعجبك: لبنان يرفع سقف السحوبات في مايو 2025 ويجلب الفرح للجميع
ثغرات البنية التحتية والحلول المقترحة
أشار الخبير في الأمن السيبراني المهندس أحمد عبد الفتاح إلى أن حريق “سنترال رمسيس” كشف عن ثغرات في البنية الرقمية والبنية التحتية للاتصالات. كما لفت إلى أن استعادة الخدمات الرقمية خلال أيام يعكس جاهزية الدولة وامتلاكها خطط طوارئ بديلة. واقترح ضرورة الإسراع في نقل الوظائف الرقمية الحيوية من المباني القديمة مثل سنترال رمسيس – الذي يعود تاريخه إلى نحو قرن – إلى العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة حيث تتوفر مراكز بيانات حديثة ومتطورة.
وفي سياق متصل أكد الخبير الأمني العميد سامح عز العرب أن تكرار الحرائق قد يرجع أحيانًا للإهمال أو غياب اشتراطات الأمان؛ لكنه شدد على كفاءة أجهزة الدولة في السيطرة على الحوادث والحد من خسائرها. وأضاف: “رغم حجم وتأثير حريق سنترال رمسيس، إلا أن سرعة السيطرة عليه تعكس تطور منظومة الطوارئ والجاهزية الفنية لفرق الإطفاء والإنقاذ، خصوصًا في ظل موجة حرائق الصيف السنوية.”