سوري يكشف ألفي كتاب دفنها تحت الأرض قبل اقتحام قوات الأسد قريته

لحظة فارقة في حياة إنسان

في لحظة مليئة بالتحديات والخطر، وقبل أن تصل قوات النظام السوري إلى قريته الصغيرة “التبني” الواقعة غرب محافظة دير الزور، اتخذ أحد المواطنين السوريين قرارًا شجاعًا لإنقاذ ما تبقى من أفكاره. بدلاً من ترك كتبه تواجه مصير المصادرة أو الحرق، قرر أن يخبئها.

دفن المعرفة تحت الأرض

حمل الرجل كتبه بصمت إلى حفرة حفرها بيديه في عمق الأرض، وكأنما كان يدفن جزءًا من قلبه ووعيه معها، ليحميها من بطش السلطة وعيون المخابرات. وفي وسط القرية التي يسودها الهدوء الخانق، أصبحت تلك الحفرة رمزًا لمقاومة غير تقليدية: مقاومة بالمعرفة.

العمل في ظلام الليل

بدأ الرجل بنقل كتبه تحت جنح الظلام، كتابًا تلو الآخر، مستخدمًا أغطية بلاستيكية وأفرشة لتغليفها بعناية. كان وكأنه يتمنى وداعها مؤقتاً وليس للأبد. دفن مكتبته بجوار منزله في حفرة ضيقة لكنها آمنة، وفي قلبه إصرار لا يلين على إنقاذ ما جمعه طوال سنوات من الفكر والمعرفة.

حصيلة عمر كامل من البحث والاهتمام

لم تكن تلك المكتبة مجرد أوراق عادية؛ بل كانت حصيلة عمر قضاه في الاهتمام بالفلسفة والفكر السياسي والتاريخ والدين، جُمعت جميعها قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011.

عودة الروح إلى الكتب المدفونة

بعد مرور ست سنوات على الغياب القسري، أعادت لحظة استثنائية الروح إلى تلك الكتب؛ إذ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظات استخراج الكتب المدفونة وسط فرحة عارمة غمرت صاحب المكتبة وعائلته.

وبحسب المصادر المتاحة، تم العثور على حوالي ألفي كتاب سلمت من المصادرة والنسيان بفضل شجاعة هذا الرجل الذي اختار المقاومة بطريقته الخاصة: بإخفاء المعرفة حتى يأتي وقت ظهورها مرة أخرى.

رجل من أبناء محافظة ديرالزور يستخرج ألفي كتاب أخفاها تحت الأرض قبل وصول قوات نظام الأسد البائد إلى قرية التبني بريف ديرالزور.

— Qasem (@Qasemqt)

نهاية حكم دام لعقود

انهار حكم النظام الذي تولى السلطة عام 1963 واستمر لمدة 61 عامًا مع فقدان السيطرة على العاصمة ودخولها في قبضة فصائل المعارضة المسلحة.

يذكر أنه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة في الريف الغربي لمحافظة.