كشفت دراسة بحثية حديثة قام بها الباحث محمد الشعراوي، رئيس برنامج الاستراتيجيات والتخطيط بمركز مسارات للدراسات الاستراتيجية، عن أزمة حادة يواجهها الإعلام الإفريقي في تغطيته لمناطق النزاعات والصراعات المسلحة داخل القارة. وأكدت الدراسة أن هذه الفجوة في التغطية الإعلامية أدت إلى غياب الوعي العالمي بحجم المأساة التي تعيشها العديد من دول إفريقيا.
وقد سلطت الدراسة الضوء على أزمة شرق الكونغو كنموذج حي يعكس قصور التغطية الإعلامية، حيث يعاني ملايين المدنيين من النزوح والانتهاكات، دون أن تحظى قضيتهم بالاهتمام الإعلامي الكافي.
مقال له علاقة: مظلتى .. اسماء المشمولين بالرعاية الاجتماعية 2024 بالعراق الوجبة الاخيرة موقع وزارة العمل العراقية
وعزا الشعراوي هذا القصور إلى مجموعة من التحديات، يأتي في مقدمتها المخاطر الأمنية التي يتعرض لها الصحفيون، بالإضافة إلى القيود المفروضة على الرقابة السياسية وصعوبة الوصول إلى مناطق النزاع. كما أشار إلى ضعف الإمكانيات الفنية والتقنية لدى وسائل الإعلام المحلية.
تشير الدراسة أيضًا إلى أن الارتفاع الكبير في تكلفة تغطية النزاعات يُعتبر أحد أكبر العوائق التي تواجه المؤسسات الإعلامية، خاصة في ظل صعوبة توفير أجهزة متقدمة مثل الطائرات المسيرة (الدرونز) والاتصالات عبر الأقمار الصناعية ومعدات التصوير الميداني الاحترافية.
اقرأ كمان: التسجيل الإلكتروني للاختبار في جامعة الكويت يسهل كل الإجراءات بدون عناء
كما نبّهت الدراسة إلى خطر لجوء بعض الحكومات الإفريقية إلى قطع الإنترنت كوسيلة لإخفاء الحقائق ومنع تداول المعلومات خلال الأزمات. وهذا الأمر يؤدي إلى عزل المناطق المتضررة عن أنظار العالم ويعطل جهود المساعدات الإنسانية والدولية.
وتوقفت الدراسة عند الجانب الأخطر، وهو استخدام الإعلام أحيانًا كأداة لتأجيج الصراعات بدلاً من العمل على تهدئتها. يتم ذلك من خلال نشر خطابات الكراهية وتزييف الحقائق والانحياز السياسي أو العرقي، كما حدث في رواندا عام 1994 وفي تيغراي بإثيوبيا عام 2020. مما حول بعض وسائل الإعلام إلى وقود للصراع بدلًا من أن تكون صوتًا للسلام.
قدّم محمد الشعراوي مجموعة من الحلول المتقدمة التي يعتقد أنها قادرة على إعادة بناء دور الإعلام في مناطق النزاع. وأبرز هذه الحلول هو الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل استخدام الطائرات المسيرة لجمع الصور وتحليل البيانات للتنبؤ بالبؤر الساخنة. بالإضافة إلى استخدام أدوات التحقق الرقمي لمواجهة الأخبار الكاذبة وتحليل صور الأقمار الصناعية لتوفير استجابات إنسانية وإعلامية أسرع وأكثر دقة.