عقب ضربات واشنطن على مواقع نووية إيرانية.. إجراءات أمنية مشددة حول السفارة الأميركية ببغداد
في صباح اليوم الأحد، فرضت السلطات العراقية طوقًا أمنيًا مشددًا حول السفارة الأميركية في بغداد. جاء ذلك على خلفية تصاعد التوتر الإقليمي إثر الغارات التي شنتها واشنطن على منشآت نووية داخل إيران، والتي شملت مواقع في فوردو ونطنز وأصفهان.
وفي بيان لها، أعلنت السفارة الأميركية عن إجلاء عدد من موظفيها كإجراء احترازي، تحسبًا لاحتمال تنفيذ هجمات من قِبل فصائل مسلحة مدعومة من إيران.
مقال مقترح: الولايات المتحدة تراجع تخصيص 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإغاثية
وأكد متحدث باسم السفارة أن البعثة الدبلوماسية لا تزال مستمرة في العمل، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية الأميركية تتابع الأوضاع الأمنية عن كثب.
جماعات عراقية تهدد أمريكا
تزامنت هذه التطورات مع تحذيرات أطلقتها جماعات مسلحة عراقية بعد إعلان إيران نيتها الرد على الضربة الأميركية. هذا الأمر أعاد إلى الأذهان ذكريات استهداف السفارة في ديسمبر 2019، والتي تبعتها عملية أميركية باغتت قاسم سليماني قائد فيلق القدس وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي قرب مطار بغداد.
وتشعر الحكومة العراقية بالقلق من احتمال عودة الاستهدافات المتبادلة بين واشنطن وتلك الفصائل، خاصة مع تزايد الدعوات للتظاهر في محيط المنطقة الخضراء.
أكبر بعثات واشنطن في الخارج
تُعتبر السفارة الأميركية في بغداد واحدة من أكبر بعثات واشنطن الدبلوماسية خارج البلاد، وغالبًا ما تتحول إلى هدف مباشر عند تصاعد الصراع الأميركي الإيراني. وهذا يجعلها مؤشرًا مبكرًا على أي تصعيد عسكري محتمل في المنطقة.
اقرأ كمان: عقاب قاسي بانتظار منفذي تفجير كنيسة مار إلياس
وقد عادت العلاقات بين السفارة الأميركية وكبار القادة السياسيين العراقيين إلى حالة من الانتظام بعد فترة من التوتر الذي أعقب احتجاجات تشرين، حيث تم اتهام واشنطن بدعم الحراك الشعبي المناهض للنظام.
وحسب مصادر سياسية مطلعة، فإن التنسيق بين السفارة الأميركية وعدد من القادة العراقيين الذين يُعتبرون من ركائز النظام السياسي منذ عام 2003 قد عاد ليأخذ طابعًا منتظمًا ومكثفًا وسط تصاعد التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه البلاد والمنطقة.