ضربة واشنطن لإيران تفتح أبواب كارثة إقليمية وشيكة للعراق

.. مصطفى محمود

أعربت الحكومة العراقية، اليوم الأحد، عن “بالغ القلق” من الضربات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة على منشآت نووية داخل إيران. واعتبرت أن هذا التصعيد العسكري يشكل “تهديداً خطيراً” للأمن والسلم الإقليميين والعالميين.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، قائلاً: “الحروب لا تترك سوى الدمار والخراب”. وأكد على ضرورة أن تتوجه مسؤوليات القوى الكبرى والمؤسسات الدولية نحو تجنيب العالم المزيد من الأزمات والصراعات بدلاً من إشعالها.

وأضاف العوادي: “هذا التصعيد العسكري لا يؤثر فقط على أمن واستقرار إيران، بل يمتد ليهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره”. وأكد أن استمرار مثل هذه الهجمات قد يؤدي إلى عواقب جسيمة تفوق قدرة أي دولة على التحكم بمسار الأحداث.

وجددت بغداد التأكيد على موقفها الثابت بضرورة اعتماد الحلول السلمية والدبلوماسية لحل النزاعات. معتبرةً أن “الخيارات العسكرية لا يمكن أن تكون بديلاً عن الحوار”، ودعت جميع الأطراف المعنية في التصعيد إلى “ضبط النفس وفتح قنوات دبلوماسية فورية لاحتواء الموقف ومنع المزيد من الانزلاق نحو حرب شاملة”.

يأتي التحذير العراقي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب تنفيذ هجمات جوية ناجحة على ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية هي “فوردو”، و”نطنز”، و”مجمع أصفهان”. وتعتبر هذه الهجمات أول تدخل مباشر للولايات المتحدة في الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران منذ 13 يونيو الجاري.

وتخوض إيران وإسرائيل مواجهة عسكرية مباشرة غير مسبوقة منذ أكثر من عشرة أيام، حيث شهدت تبادل الاستهداف للمنشآت النووية والقواعد العسكرية والمواقع الاستراتيجية. ويثير هذا الوضع مخاوف كبيرة من انزلاق المنطقة بأسرها إلى حرب شاملة قد تعصف باستقرار أسواق الطاقة والأمن الإقليمي والدولي.