.. مصطفى محمود
في ظل تصاعد التوترات العسكرية بين الولايات المتحدة وإيران، تواصل شركات الطيران التجارية الكبرى، يوم الأحد، تجنب المجال الجوي لعدد من دول الشرق الأوسط. جاء هذا القرار عقب الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران فجر يوم السبت.
مقال مقترح: كارثة نووية على الأبواب!.. إيران تهدد مفاعل ديمونا والإشعاع ممكن يوصل مصر
وفقاً لبيانات موقع “فلايت رادار24″، المتخصص في تتبع حركة الطيران المدني، يُظهر أن الشركات العالمية تُجري تغييرات على مساراتها، مُبتعدة عن التحليق فوق أجواء إيران والعراق وسوريا وإسرائيل. بدلاً من ذلك، تُفضل اتخاذ طرق بديلة أكثر أماناً عبر بحر قزوين شمالاً أو فوق مصر والسعودية جنوباً، رغم ما يترتب على ذلك من زيادة زمن الرحلات وتكاليف الوقود والأطقم.
ممكن يعجبك: موعد شهر رمضان في 2024 في الجزائر: غرة شهر رمضان 1445 فلكيا
تعليق الرحلات
منذ انطلاق الهجمات الإسرائيلية على الأهداف الإيرانية في 13 يونيو الجاري، قامت العديد من شركات الطيران الدولية بتعليق رحلاتها المنتظمة إلى دول المنطقة. بينما تعمل بعض الخطوط الجوية على تنظيم رحلات خاصة لإجلاء رعاياها من المناطق القريبة من إيران.
وفي ضوء هذه التطورات، أعلنت شركتا “العال” و”أركيع”، وهما أكبر شركتين للطيران في إسرائيل، عن وقف رحلات إعادة الإسرائيليين من الخارج حتى إشعار آخر. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان سلطة المطارات الإسرائيلية عن إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي أمام جميع الرحلات، رغم استمرار فتح المعابر البرية مع مصر والأردن.
على صعيد متصل، كشفت وزارة الخارجية اليابانية عن تنفيذ عملية إجلاء برية لـ21 شخصًا، بينهم 16 مواطنًا يابانيًا، من إيران إلى أذربيجان. وقد كانت هذه العملية الثانية خلال ثلاثة أيام، مع تأكيد الوزارة استمرار استعدادها لتنفيذ عمليات إجلاء إضافية عند الحاجة.
من جانبها، أعلنت الحكومة النيوزيلندية أنها ستقوم بإرسال طائرة نقل عسكرية إلى الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة لتكون جاهزة لإجلاء رعاياها. كما أشارت إلى أنها تجري محادثات مع شركات الطيران التجارية لتقييم سبل المساعدة في هذا الصدد.
تصاعد المخاطر على حركة الملاحة الجوية
تأتي الإجراءات التي اتخذتها شركات الطيران العالمية وسط مخاوف متزايدة بشأن مخاطر إسقاط الصواريخ أو الطائرات المسيّرة في منطقة تشهد تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق. وهو ما يمثل تهديدًا جديًا لحركة الملاحة الجوية المدنية، تذكّرنا بحوادث سابقة وقعت في مناطق نزاع مشابهة.
وكانت القوات الأميركية قد شنت ضربات جوية استهدفت مواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان. يمثل ذلك أول تدخل عسكري مباشر في النزاع القائم بين إسرائيل وإيران مما زاد المخاوف بشأن احتمال انزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع قد تؤثر على أمن الطيران العالمي.