شهدت انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات ارتفاعًا قياسيًا جديدًا في عام 2024، حيث بلغ متوسطها على مدار العقد الماضي 53.6 مليار طن سنويًا، أي ما يعادل 100 ألف طن في الدقيقة من ثاني أكسيد الكربون أو ما يعادله من غازات أخرى، وفقًا للخبراء.
وقد كشف العلماء أن درجات الحرارة العالمية قد تجاوزت عتبة 1.5 درجة مئوية للمرة الأولى خلال العام الماضي. كما أشاروا إلى أن الكمية الإضافية من ثاني أكسيد الكربون التي يمكن للبشر إطلاقها، مع وجود احتمال بنسبة الثلثين للبقاء دون هذا الحد على المدى الطويل، ستُستنفد في غضون عامين.
مقال له علاقة: موعد العطل المدرسية والإجازات في المغرب 2025: فرحة الطلاب المنتظرة
وفقاً لدراسة نشرت في مجلة “ايرث سيستم ساينس داتا”، فإن الوتيرة المتزايدة لتغير هذه المؤشرات المناخية تثير القلق بقدر ما يثيره الارتفاع القياسي في درجات الحرارة وانبعاثات الكربون.
لقد شهد الاحترار الناجم عن الأنشطة البشرية خلال العقد الماضي زيادة بمعدل “غير مسبوق في السجلات الآلية”، وهو أعلى بكثير من المتوسط المسجل بين عامي 2010 و2019 وفقًا لأحدث تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي في عام 2021.
اقرأ كمان: اختبار دم مبتكر يكشف عن بداية انتكاسة لدى المصابات بسرطان الثدي
كما أكد العلماء أن معدل ارتفاع مستوى البحار خلال السنوات الأخيرة يعد مثيرًا للقلق أيضًا.
بعد فترة من الارتفاع التدريجي لمستوى المحيطات العالمية بمعدل أقل من مليمتريْن سنويًا بين عامي 1901 و2018، ارتفع مستوى البحار بمقدار 4.3 مليمتراً سنويًا منذ عام 2019.
ومن بين المؤشرات الأخرى التي تعكس التغيرات الحاصلة في النظام المناخي هو اختلال توازن الطاقة على كوكب الأرض، والذي يمثل الفرق بين كمية الطاقة الشمسية التي تدخل الغلاف الجوي والكمية الأقل منها التي تخرج منه.
حتى الآن، تمكنت المحيطات من امتصاص 91% من الاحترار الناتج عن الأنشطة البشرية.
ومع ذلك، تضاعف اختلال توازن الطاقة على كوكب الأرض تقريباً خلال العشرين عامًا الماضية، ولا يعرف العلماء إلى متى ستستمر المحيطات في امتصاص هذه الحرارة الزائدة بشكل كبير.
من الواضح الآن أن العالم سيواجه خلال العقد أو العقدين المقبلين تداعيات وخيمة لتغير المناخ ستكون أسوأ مما شهدناه حتى اليوم.