
التعامل مع الطلاب من فئة “الذكاء الحدي”
شددت الوزارة على أهمية توفير دعم تربوي فعال للطلاب الذين يُصنفون ضمن فئة “الذكاء الحدي”. هؤلاء الطلاب هم الذين تتراوح درجات ذكائهم بين 76 و85 وفقًا لاختبار وكسلر للذكاء، ويواجهون صعوبات في التحصيل الدراسي دون أن يكون لديهم إعاقة عقلية واضحة أو إعاقات حسية مصاحبة. لذا، فإن تكييف المناهج الدراسية، وتنويع أساليب التدريس، وتعديل أدوات التقويم يعتبر أمرًا ضروريًا لتلبية احتياجاتهم الخاصة.
مقال مقترح: استمتع بالأجواء.. حجز تذاكر موسم الرياض 2024 أقوى فعاليات النسخة الخامسة
يأتي برنامج “يسير” التعليمي ليكون أحد البرامج الرائدة في مدارس التعليم العام، حيث يهدف إلى دمج هذه الفئة في صفوف التعليم العام من خلال توفير الدعم الأكاديمي والمجتمعي. تم تصميم البرنامج خصيصًا لمساعدة الطلاب الذين يعانون من انخفاض في القدرة العقلية، من خلال تصميم برامج تربوية فردية تساعدهم داخل الفصل الدراسي. يتضمن ذلك تكييف المناهج، تعديل طرق التدريس، وتنويع أساليب التقييم، مما يُتيح تقديم المهارات الأكاديمية والمهنية المناسبة لكل طالب، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة من خدمات غرفة المصادر.
وفقًا للمذكرة التفسيرية لتقويم طلاب برنامج “يسير”، يتلقى الطلاب من هذه الفئة تعليمهم واختباراتهم ضمن صفوف التعليم العام ب، ويجوز تطبيق واحدة أو أكثر من الإجراءات المقررة لتقييم طلاب صعوبات التعلم عند تقويمهم. يُعتبر الطالب ناجحًا إذا حصل على درجة النهاية الصغرى (30٪) على الأقل في جميع المواد الدراسية، مع ضرورة اجتيازه لاختبارات نهاية الفصلين الأول والثاني، وحصوله على 15٪ على الأقل في اختبار نهاية الفصل الثالث لكل مادة.
كما أوضحت المذكرة أنه تم تخفيض الحدود الدنيا لنسبة الإتقان للطلاب في الصفين الأول والثاني الابتدائي من ذوي الذكاء الحدي، وفي حال عدم تمكن الطالب من إتقان معايير مادة معينة في نهاية العام الدراسي، يمكن إعادة تقويم هذه المعايير في بداية العام الدراسي التالي قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن انتقاله أو بقائه في صفه.
مستويات الإتقان وفق برنامج “يسير”
تُقسم مستويات الإتقان في هذا السياق إلى مستويين: “مجتاز ومتقن” إذا تجاوزت نسبة الإتقان 50٪، و”غير مجتاز وغير متقن” إذا كانت النسبة أقل من 50٪. وقد أوضحت الوزارة أن تقويم الطالب يتم غالبًا باستخدام الأسئلة الموجهة للطلاب العاديين، وعند تعذر ذلك، يمكن إعداد أسئلة ونماذج إجابة خاصة. يُمنح الطالب من فئة الذكاء الحدي وقتًا كافيًا يتناسب مع قدراته الكتابية أو القرائية أثناء التقييم.
يمكن أيضًا تقسيم الاختبار إلى فترتين على يومين مختلفين، مع السماح لمعلمي المواد بوضع أسئلة موضوعية تناسب مستوى الطالب وتقيس قدراته المعرفية الفعلية. بالإضافة إلى ذلك، يُسمح بإجراء اختبارات شفهية تتناسب مع طبيعة المادة، مع توفير الوقت الكافي لإنجاز المتطلبات الكتابية. كما يتمتع معلمو المواد العلمية بمرونة في كيفية اختبار الطالب، وقد يتم تخفيض المتطلبات العملية لتناسب قدراته العقلية، مع التأكيد على استخدام الأسئلة الموضوعية المباشرة والواضحة.
عند تكليف الطالب بالمشاريع والبحوث، يجب عدم مقارنته بأقرانه من الطلاب العاديين، بل يُقوّم جهده وفق قدراته. وفي المواد التي تتطلب مهارات نطق أو قراءة عالية، يُشدد على عدم مقارنة الطالب العادي بطلاب الذكاء الحدي، خاصةً إذا كان يعاني من اضطرابات نطق أو صعوبات في التواصل. لا يُحاسب الطالب على الأخطاء الناتجة عن هذه الاضطرابات، ويُراعى وضعه عند تقييم الأداء القرائي. يمكن أيضًا إشراكه مع أحد زملائه العاديين في الاختبارات العملية لتقييمه بشكل جماعي، مع منح تقويم يستند إلى مشاركته وقدرته الفردية.
اقرأ كمان: معايير جديدة لتعزيز السلامة المرورية في كود الطرق السعودي
كما أكدت المذكرة التفسيرية على ضرورة عدم إظهار النتائج السلبية للطالب أمام زملائه، لتفادي التأثير النفسي عليه. كما يجب توفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة، تتسم بالتقدير والاحترام له. يُمكن أيضًا إجراء الاختبار في مكان مستقل إذا استدعت الحاجة، مما يساعد في توفير جوٍّ مناسب يعزز من استيعابه وتركيزه.
تجدر الإشارة إلى أن مصطلح “الذكاء الحدي” يُطلق على الطلاب الذين يعانون من انخفاض في التحصيل الدراسي نتيجة تدني قدراتهم العقلية ضمن نطاق بسيط، دون وجود إعاقة ذهنية حادة أو إعاقات حسية مصاحبة. تتراوح درجات ذكائهم، بحسب مقياس وكسلر، بين 76 و85، أو بين 70 و80 وفق مقياس ستانفورد بينيه، أو ما يعادلها من المقاييس المقننة الأخرى. يُعرف هؤلاء الطلاب في الوسط التربوي باسم “بطيئي التعلم”، ويحتاجون إلى بيئة تعليمية تراعي خصوصيتهم الذهنية وسماتهم العقلية التي تختلف بشكل واضح عن أقرانهم، بما في ذلك صعوبة التذكر، وضعف الفهم والاستيعاب، والتحديات في التفكير المجرد.
تؤكد وزارة التعليم على ضرورة تمكين هؤلاء الطلاب من فرص تعليمية عادلة وشاملة، تسهم في تنمية قدراتهم وتعزيز مهاراتهم بطريقة تكاملية داخل الصف المدرسي، من خلال الدعم التربوي المتخصص، والمعلمين المدربين، والمناهج المكيّفة التي تضمن تطورهم الأكاديمي والنفسي والاجتماعي.
تعليقات