محيى الدين: التعاون الإقليمي والتمويل المستدام لمواجهة التغيرات العالمية

في نقاش بارز شهدته العاصمة الفرنسية باريس، أكد الدكتور محمود محيى الدين، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وتسريع التمويل المستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. واعتبر أن هذه الخطوات تشكل الأساس لمواجهة التغيرات والتحديات العالمية التي نواجهها اليوم. جاء هذا الحديث خلال كلمته في جلسة تناولت كيفية التعامل مع التغيرات العالمية، وذلك ضمن فعاليات اجتماع اللجنة التوجيهية لمبادرة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الخاصة بالحوكمة والتنافسية من أجل التنمية في المنطقة، بحضور ملحوظ من الدبلوماسيين وممثلي الدول الأعضاء.

دور مصر في التعاون الإقليمي

ممكن يعجبك: اليورو بكام مصري.. سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في البنوك السبت 9 نوفمبر 2024

وأشار محيى الدين إلى الدور الكبير الذي لعبته مصر منذ التسعينيات في تعزيز التعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. فقد مرت علاقة مصر مع المنظمة بمراحل مهمة وأسهمت بشكل كبير في دعم التعاون في العديد من الملفات. كما أضاف أن مصر كانت أول دولة عربية وإفريقية تنضم للجنة الاستثمار بالمنظمة عام 2007 بعد مراجعة شاملة لسياساتها الاستثمارية، ودعمت بقوة إطلاق المبادرات الإقليمية الهادفة للنمو الشامل وتحسين الحوكمة.

التحديات العالمية وأهمية العمل المشترك

وأوضح أنه مع ظهور تحديات كبيرة مثل التضخم ونقص إمدادات النفط وارتفاع الأسعار العالمية للغذاء والطاقة والتغير المناخي، أصبح النطاق الإقليمي للتعاون أكثر أهمية مما كان عليه سابقًا. وقد شبه أهمية التكامل الإقليمي بتجارب ناجحة مثل الاتحاد الأوروبي ومجموعة الآسيان، حيث تجمعهم علاقات تعاون قوية أثبتت نجاحها بشكل ملحوظ.

مقال مقترح: مستعدين للمفاجأة؟ .. سعر الدولار اليوم بعد اجتماع البنك المركزي الخميس 21 نوفمبر 2024 في السوق الموازي

خطوات للإصلاح والتنمية الشاملة

ودعا الدكتور محيى الدين إلى تعميق التعاون بين دول المنطقة في مجالات التجارة والاستثمار وتبادل البيانات والدعم الفني على أسس ومعايير مشتركة. كما شدد على ضرورة تبني التحول الرقمي والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق المساواة في الفرص بين جميع الفاعلين الاقتصاديين، سواء كانوا محليين أو أجانب، حكوميين أو من القطاع الخاص.

وفي ختام حديثه، أكد على أهمية تجديد مبادرة المنظمة وتنفيذ سياسات إصلاحية شاملة لتقليل فجوة الاستثمار وتعزيز مواردنا المحلية وتنظيم البيئة الاستثمارية. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى ضرورة الاستثمار في رأس المال البشري من خلال التعليم والتدريب وتحفيز أسواق التمويل المحلية وتطوير استخدام الذكاء الاصطناعي. كل هذه الجهود ضرورية بحسب كلام محيى الدين لنتمكن من مواجهة العالم المتغير وتحقيق تنمية مستدامة حقيقية.