يوسف القعيد: الرواية ليست سيناريو.. والفن له لغته الخاصة

تحدث الأديب الكبير يوسف القعيد عن الفروق الجوهرية بين الرواية والعمل الفني، موضحًا أن الرواية عندما تُكتب كعمل أدبي تختلف تمامًا عن الشكل الذي تأخذه عند تحولها إلى عمل فني. إذ تتحول هنا إلى سيناريو، مما يبعدها عن مفهومها الأدبي التقليدي.

وأضاف خلال ظهوره في برنامج «ستوديو إكسترا» الذي يُعرض على قناة «إكسترا نيوز»، ويقدمه الإعلامي محمود السعيد: «لدينا كتاب سيناريو بارزون تركوا بصماتهم في تاريخنا الثقافي، ويُعد أسامة أنور عكاشة من أبرزهم بما قدمه للدراما التلفزيونية». وأشار القعيد إلى وجود اختلافات جوهرية بين العمل الفني والنص المنشور، حيث لكل منهما لغته الخاصة وأدواته المميزة.

الاختلاف بين السيناريو والرواية

أكد القعيد أن السيناريو يختلف تمامًا عن النص القصصي أو الروائي المكتوب عنه. وقال: «عندما تشاهد فيلمًا مقتبسًا من رواية لنجيب محفوظ ثم تقرأ الرواية مرة أخرى، ستلاحظ الفرق الواضح بينهما». هذا الاختلاف يظهر بوضوح خاصة في الأفلام التي تعتمد بشكل كبير على الإلهام البصري والتفسير الشخصي للأحداث والشخصيات.

فيلم المواطن مصري كمثال

استشهد القعيد بفيلم “المواطن مصري” كمثال واضح لهذه الفروقات، حيث أشار إلى اختلافه الكبير عن روايته الأصلية “الحرب في بر مصر”. ومع ذلك، أشاد بالمعالجة الفنية الرائعة التي قدمها الكاتب محسن زايد للفيلم الذي يُعتبر عملاً مميزاً واستثنائياً بكل المقاييس.

التكيف الفني لروايات القعيد

عبّر يوسف القعيد عن شعوره بالفخر لتحويل رواياته إلى أعمال فنية قائلاً: «هذا جزء من حياتي وقد أمضيت سنوات عديدة لكتابتها». وأضاف أنه من حق كاتب السيناريو والمخرج والممثل وحتى مهندس الصوت إدخال تعديلات طالما أنها تضيف للعمل دون تشويهه. واختتم حديثه بالإشادة بأفلام مثل “الحرام” و”دعاء الكروان”، والتي اعتبرها نماذج راقية لقدرة الفن على تقديم الرواية بشكل جديد وجميل دون فقدان روحها الأصلية.