كيف وصل العالم إلى البيوت السعودية قبل 42 سنة

كتبكريم مشاليفيالسعوديةآخر تحديثمنذ أسبوعينمنذ أسبوعين

في مشهد يملأه الحنين، يعود بنا البيت السعودي القديم إلى منتصف الثمانينيات الميلادية (1405هـ)، حيث كان المجلس العربي التقليدي بأرضياته المزخرفة ومسانده الحمراء يحتضن نقاشات الأهل حول ما ينقله الراديو وما تكتبه الصحف من أخبار مثيرة. في تلك الأيام، كانت الحياة تمتزج بالأصالة والتراث، حيث كان كل حديث يحمل عبق الماضي.

الصورة التي نشرها حساب عاشق الماضي عبر منصة «إكس» توثق تلك الحقبة حيث تتربع صحيفة «عكاظ» في قلب المجلس بعنوانها البارز: «قمة الدار البيضاء.. عربياً لمواجهة التحديات». هذا العنوان يجسد فترة دقيقة من التاريخ العربي حين اجتمع القادة العرب في المغرب للحديث عن الحرب العراقية الإيرانية والأزمة اللبنانية ومستقبل القضية الفلسطينية.

الذكريات تحت سقف واحد

في زاوية المجلس، توجد شاشة تلفزيون قديمة تستعد لنشرات الأخبار، بينما يمتزج صوت خافت لأكواب الشاي مع وقع خطوات الأمهات في ممرات البيت. هنا، كانت الأخبار تصل إلى الناس عبر نافذة الصحافة قبل أن تغزو الهواتف الذكية تفاصيل حياتنا اليومية.

الأحداث المتشابكة

لم تكن الأحداث آنذاك عابرة؛ فقد كانت الحرب العراقية – الإيرانية في أوجها و«عكاظ» تتابع تفاصيل الدعم العربي للعراق وتداعيات الحرب على أمن الخليج. وكانت القضية الفلسطينية تتصدر المشهد مع تزايد العمليات ضد الاحتلال. أما أزمة لبنان فكانت تتأرجح بين النار والهدنة، فيما كانت المبادرات السعودية تسعى لوقف نزيف الدم.

دلالات الثقافة الإعلامية

كل هذه الأخبار كانت تدخل البيوت عبر جريدة تحملها الأيادي في بيت لم يعرف إلا البساطة وقيم الضيافة وروح الألفة. وجود صحيفة «عكاظ» في المجلس لم يكن مجرد تفصيل بسيط؛ بل كان انعكاساً لثقافة التواصل مع العالم وإيمان السعوديين منذ وقت مبكر بأن الإعلام هو نافذة للمعرفة حتى في بيوت الطين والحجر.

بين أرفف هذا البيت وسجاده العتيق تكمن قصة جيل صنع حاضرنا. إن البيت السعودي القديم ودلة الشاي الصفراء وصحيفة تحمل أخبار القمم العربية تشكل لوحة تعيدنا إلى زمن كان فيه الحبر يكتب التاريخ والمجالس تحفظه.

الوسوم