من بيروت.. ماريلين نعمان تتألق في حفل ساحر جديد

شمسٌ مشرقة وغيمتان تتراقصان فوق بيتٍ أحمر صغير، مع طيارة ورق وحديقة من الورود… هذا هو المشهد الساحر الذي استقبلت فيه ماريلين نعمان جمهورها. بين الحشود، انتشرت الابتسامات والعيون الحالمة، حيث كان هناك أكثر من 6000 متفرج يتمايلون مع كل نغمة. كانت الأجواء تخطف الأنفاس في حفلها الذي أقيم مساء الأول من أغسطس في Seaside Arena – بيروت. قدّمت ماريلين تجربة فنية ساحرة، حيث تداخلت الكلمات المحفوظة مع صور بصرية مؤثرة، مما أعاد للناس مشاعر الدهشة الطفولية وكأنهم يعيشون حلماً يتجسّد أمامهم بجماله.

بزي مضيفة طيران، ظهرت ماريلين لتعلن بدء الرحلة إلى عوالم الفن والأحلام، وافتتحت حفلتها بأغنية “تِسلَم يا عسكر”، في تحية مؤثرة للجيش اللبناني بمناسبة عيده. تلا ذلك عزف النشيد الوطني اللبناني، وتوالت الأعمال التي غنّت فيها عن الوطن والحب والفراق، ملامسة مشاعر الجمهور برهافة وإحساس عميق.

أداء فني مميز

في تلك الليلة السحرية، قدمت ماريلين مجموعة من الأغاني الناجحة التي حفرتها الذاكرة الشعبية. غنت للوطن والأرض والحب والفراق، وكانت بيروت جزءاً حيوياً من أدائها الذي أعاد إحياء روح المدينة ومشاعر الناس.

تحية للفنانين الكبار

استذكرت الفنانة الكبيرة زياد الرحباني ووجهت له تحية موسيقية عبر عزف مقطوعة “ميس الريم” بقيادة المايسترو مارون يمّين. تبع ذلك دقيقة صمت تكريماً لإرثه الفني والإنساني الكبير. ومن خلال أغنية “معلومات مش أكيدة”، استعادت بداياتها الفنية حينما قدمتها كنسخة خاصة بها عام 2020، مما أسعد الجمهور بأداء مليء بالمشاعر.

لحظات تفاعل استثنائية

توالت الأغاني التي أشعلت تفاعل الجمهور مثل “علاقتي مع الفهم”، “5 دقايق”، و”ليش ما بترجع”. وبمشاركة الفنان نبيل خوري على المسرح، قدما معاً أداءً مميزاً لأغنية “أنا مين”، والتي لاقت نجاحاً كبيراً خلال الموسم الرمضاني.

في وسط الأجواء الحماسية، استمرت ماريلين في تقديم أجمل أعمالها مثل “بعدني عالشط” و”هِدنة”، حيث انضم الجمهور بالغناء والتصفيق. وفي مفاجأة إضافية للحفل، ظهر أنطوني أدونيس ليؤدي معها أغنية “شايف”، مما أثار إعجاب الحضور بشكل كبير.

وفي لحظة جميلة أخرى، غنت ماريلين رائعة الأخوين رحباني “شبّاك حبيبي” وأغنية “وطني بيعرفني” للنجم غسان صليبا بكلمات الراحل منصور الرحباني وألحان أسامة الرحباني. كما أبهرت الجمهور بأغنية “ما حدا بيعبّي” لماجدة الرومي. وبطلب من الحضور، قدمت أغنيتي داليدا الشهيرة “Mourir sur scène” و”La Vie en Rose” بأسلوب فريد وجذاب.

أما الختام فكان مع أحدث إصداراتها الغنائية “مش نفس الشي”، والتي لاقت تفاعلاً رائعًا من الجمهور الذي ردد كلمات الأغنية بحماس وانسجام كامل.

في نهاية المطاف، لم يكن الحفل مجرد أمسية موسيقية بل تجربة فنية متكاملة جسدتها ماريلين بحب وصدق. لقد أصبح الجميع جزءاً من عالم موازٍ مليء بالسحر والجمال عبر المؤثرات البصرية والإخراج والإضاءة والصوت.

ماريلين حرصت على توجيه الشكر لكل من ساهم في نجاح هذه الليلة الاستثنائية؛ مديرة أعمالها وشريكتها لين طويلة التي كانت لها دور بارز في إخراج الحفل، بالإضافة إلى المنتج محمد سمّاك وقائد الفرقة الموسيقية مارون يمّين وفريق العمل المتنوع الذي ساهم في التنظيم والإخراج.

في النهاية، رحل الجمهور مثقلاً بالحنين وكأنهم خرجوا من حلم لا يُنسى: أمسية تشبه ماريلين نفسها: ناعمة كالغيم وعميقة كأغنياتها ومضيئة كابتسامة تُغني عن الكلام.