مهرجان الأطاولة الثامن أعاد ذكريات الماضي للمخضرمين من زواره، حيث استشعروا عبق الزمن الجميل الذي يعود لنصف قرن مضى. كان المشهد مفعماً بالحياة، إذ شاهدوا حفيدات منطقة الباحة يستعدن لتولي مهام الأمهات والجدات في بيوتهن وحقولهن، مما أتاح للزوار فرصة للتأمل في دور المرأة في المجتمع القديم وأثرها الفاعل إلى جانب الرجل. كانت تلك اللحظات تعيد للأذهان صورة الحياة اليومية التي عاشت فيها النساء بإبداع وعطاء لا يعرف الكلل، معبرة عن ذلك الشاعر فاروق جويدة بقوله: “وكأنّ شيئاً عاش في قلبي وتسقط دمعتان…”.
من خلال تنظيم فعالية “أعمال الأمهات قديماً”، تمكّن الصغيرات المميزات من تجسيد حياة الجدة والأم والأخت والبنت في الماضي. كان الحضور متشوقاً لاسترجاع الذكريات، حيث سلطت الفعالية الضوء على الدور الحيوي لنساء منطقة الباحة في دعم أسرهن والتعاون مع الرجال منذ مطلع الفجر وحتى وقت النوم.
ممكن يعجبك: خطوات ورابط تمديد التأشيرة 1445 منصة أبشر ….والشروط اللازمة
إحياء التراث النسائي
سلط المهرجان الضوء على الأنشطة اليومية للنساء وكيف بدأن يومهن بالصلاة وإعداد الإفطار لأسرهن. ثم يتوجهن لجلب الماء من الآبار وتوفير الحطب من الوديان الوعرة. لم يكن هذا مجرد عمل روتيني؛ بل كان تعبيرًا عن قوة الإرادة والعزيمة، حيث كن يبدعن أيضًا في الغزل والنسيج ويشاركن بأعمال فنية وثقافية خلال مواسم الأفراح.
عروض حية ومشاركة مجتمعية
تضمن برنامج الفعالية عروضاً حيّة تضمنت إعداد الأطعمة ونسج السلال والحصر، بالإضافة إلى عرض الأدوات التقليدية المستخدمة آنذاك. هذه الأنشطة أتيحت للزوار الفرصة للتعرف عن كثب على تفاصيل حياة الأرياف وكيف اعتمدت النساء على المهارات المتاحة لديهن لإنتاج ما يحتاجون إليه بأسلوب مبتكر وجميل.
ترسيخ الهوية الوطنية
من نفس التصنيف: إطلاق 32 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية
يهدف مهرجان الأطاولة الثامن إلى إبراز التراث المحلي وتعزيزه للحفاظ عليه ونقله للأجيال القادمة. هذه المبادرة تساهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء للتاريخ الوطني المتجدد، مما يشجع الزوار ولا سيما الأطفال والشباب على توثيق لحظاتهم واستذكار قصص بيئاتهم الغنية بالتاريخ.