محمد صلاح ..لا أعلم ما يحمله المستقبل بعد ليفربول ولكني قادر على اللعب حتى سن الأربعين

محمد صلاح ..لا أعلم ما يحمله المستقبل بعد ليفربول ولكني قادر على اللعب حتى سن الأربعين

في واحدة من أكثر التصريحات صدقًا منذ انضمامه إلى نادي ليفربول، تناول النجم المصري محمد صلاح مستقبله الكروي بعد انتهاء عقده الجديد مع “الريدز”، الذي يمتد لعامين. ورغم التزامه الكامل بالبقاء في النادي خلال هذه الفترة، لم يُخفِ صلاح انفتاحه على خيارات أخرى، مؤكدًا أنه يشعر بقدرته البدنية والذهنية على اللعب حتى بلوغ سن الأربعين.

أدلى صلاح بهذه التصريحات خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة “أون سبورت” المصرية، والتي تم بثها قبل يوم واحد من الأحداث المأساوية التي شهدها موكب الاحتفال بلقب ليفربول. كان مستقبل محمد صلاح موضوعًا ساخنًا في وسائل الإعلام طوال موسم 2024/2025، حيث ترددت شائعات قوية حول انتقاله إلى الدوري السعودي. تقدم نادي الاتحاد بعرض رسمي قيمته 150 مليون جنيه إسترليني في سبتمبر 2023، وهو عرض ضخم تم رفضه من قِبل إدارة ليفربول. ومع ذلك، حسم صلاح الجدل بتمديد عقده مع ليفربول لمدة عامين إضافيين، مما منح الجماهير والمحللين نوعًا من الاستقرار بشأن مستقبله القريب. تصريحات صلاح الأخيرة تؤكد أن رحلته لا تزال مستمرة وأن خياراته تبقى مفتوحة لما بعد عام 2027.

صلاح: “يمكنني اللعب حتى سن الأربعين”

في حديثه عن قدراته البدنية والذهنية، قال صلاح بثقة: “سأتوقف عن اللعب عندما أشعر أن الوقت قد حان، لكن إن سألتني عن رأيي، فأعتقد أنني قادر على اللعب حتى سن 39 أو 40.” يعكس هذا التصريح مدى التزام صلاح بنمط حياة احترافي صارم يجعله من بين القلائل الذين يمكنهم الحفاظ على مستوى عالٍ في الثلاثينيات وربما ما بعدها.

العلاقة المستمرة مع السعودية

وعن الحديث المتجدد بشأن الدوري السعودي، اعترف صلاح بأنه كان قريبًا بالفعل من الانتقال هناك، حيث قال: “اعتقدت أنها فرصة جيدة. كان عقدي مع ليفربول يقترب من نهايته وكنت سأذهب إلى السعودية، لكننا أنهينا الاتفاق مع ليفربول.” أضاف: “ما زلت على تواصل معهم. نعم كنا نتحدث مع بعضنا البعض. لا أعلم ما الذي سيحدث لاحقًا ولكنني سعيد هنا في ليفربول وسأبقى للعامين القادمين.”

ما بعد العقد: الاحتمالات مفتوحة

رغم التزامه الكامل مع ليفربول خلال السنتين المقبلتين، فإن كلمات محمد صلاح تحمل رؤية استراتيجية لمستقبله. فهو لا يستبعد أي سيناريو سواء بالاستمرار في أوروبا أو العودة إلى الشرق الأوسط أو حتى الاعتزال عند ذروة عطائه. ومن المؤكد أن الأندية السعودية ستظل تتابعه عن كثب خاصةً وسط الدعم الحكومي لجذب النجوم العالميين وتحويل الدوري السعودي إلى أحد أكثر الدوريات جاذبية.

تابع قراءة صلاح وليفربول: قصة نجاح متواصلة. منذ انتقاله إلى ليفربول في عام 2017 استطاع محمد صلاح أن يصنع لنفسه مكانة خالدة في تاريخ النادي حيث قاد الفريق لتحقيق عدد من البطولات أبرزها دوري أبطال أوروبا 2019 والدوري الإنجليزي الممتاز 2020 وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي.

وخلال هذه السنوات حطم صلاح العديد من الأرقام القياسية وأصبح الهداف التاريخي للنادي في دوري أبطال أوروبا كما حصل على جائزة الحذاء الذهبي عدة مرات. ومع بلوغه سن الثالثة والثلاثين لا يزال النجم المصري يمثل القوة الضاربة في هجوم الفريق ويتصدر الإحصاءات التهديفية بالإضافة إلى كونه أحد أبرز صُنّاع اللعب.

قد تكون مهتم بهذا بقاء أسطورة أم وداع أسطوري؟ السؤال الذي بدأ يُطرح هو: هل ستكون السنوات المقبلة هي الوداع الأخير لصلاح داخل “أنفيلد”؟ أم أن النادي سيسعى لإبقائه حتى نهاية مسيرته الكروية؟ الأمر يعتمد على عدة عوامل منها الأداء البدني لصلاح ومدى قدرته على المنافسة بالمستوى العالي خلال السنتين القادمتين بالإضافة إلى الطموحات الشخصية للنجم المصري وما إذا كان يرغب بخوض تجربة جديدة في قارة أخرى.

قد تكون مهتم بهذا الكلمة الأخيرة. حديث محمد صلاح عن مستقبله يعكس نضجًا كبيرًا ووضوح رؤية؛ فهو يدرك تماماً موقعه الحالي ويفتح الباب لجميع الاحتمالات دون التخلي عن التزامه الفعلي مع ليفربول. تصريحاته تمنح جمهور “الريدز” الأمل باستمرار أحد أعظم لاعبي النادي لكنها أيضًا تزرع بذور التحضير لفترة ما بعد صلاح. ما هو مؤكد هو أن محمد صلاح سيظل رمزاً للاحتراف والعطاء سواء استمر في أوروبا أو اختار العودة للعالم العربي وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة كرة القدم العالمية لعقود قادمة.