عندما أعلن رئيس النجم الساحلي التونسي زبير بية في أبريل/نيسان الماضي عن ارتفاع ديون فريقه بشكل كبير لتبلغ حوالي 100 مليون دينار تونسي (حوالي 34.5 مليون دولار)، لم يتوقع الكثير من المشجعين أن يتمكن ناديهم من تجاوز هذه الأزمة المالية الحادة. لكن حملات الدعم الاستثنائية التي أطلقها الجمهور كانت بمثابة طوق النجاة للنادي، وأنقذته من مصير كارثي كان يهدد مشاركته في المسابقات المحلية والأفريقية.
على مدى أكثر من ثلاث سنوات، عاش النجم الساحلي – الذي احتفل في مايو/أيار 2025 بالذكرى المئوية لتأسيسه – أزمة ديون قياسية نتيجة لعدة عوامل أدت إلى وضع مالي كارثي. هذه الظروف وضعت الفريق على حافة الإفلاس ومنعته من المشاركة في المنافسات بسبب عدم سداد الديون المتراكمة. يُعتبر النجم الساحلي واحدًا من أعرق الأندية الرياضية وأكثرها تتويجًا بالألقاب، حيث حصل منذ تأسيسه عام 1925 في مدينة سوسة على 36 لقبًا محليًا وقاريًا وعربيًا.
مقال مقترح: نابولي يقدر رغبة دي بروين في الانتقال
حملة تبرعات تاريخية
في أعقاب موسم 2022-2023، تفاقمت أزمة الديون التي تحاصر الفريق، حيث بلغت الديون المستحقة لرئيسه السابق رضا شرف الدين نحو 50 مليون دينار (حوالي 17 مليون دولار)، بينما توزعت بقية الديون بين مستحقات للاعبين ومدربين وأندية ووكلاء أعمال. وقد زادت الأزمة الإدارية للنادي نتيجة غياب مجلس إدارة منتخب من قبل المشجعين، رغم جهود زبير بية الذي تولى رئاسة مجلس تصريف الأعمال.
ظهور كريم العكروت
وسط هذه الأزمات المالية، برز كريم العكروت كأحد مشجعي النجم الساحلي ليؤسس لجنة خاصة لحل النزاعات وسداد الديون. بدأ بتنظيم حملات تبرعات جابت أنحاء البلاد وحققت صدى إيجابي حتى خارج تونس، حيث تدفق الدعم المالي لتسوية مستحقات اللاعبين والمدربين ورفع العقوبات المفروضة على النادي.
نجاح الحملات
بفضل الجهود المبذولة، تمكنت اللجنة من جمع حوالي 6 ملايين دينار تونسي (2.1 مليون دولار) لسداد مستحقات ستة لاعبين غادروا النادي. وفي حديثه للجزيرة نت، أكد كريم العكروت أن الجماهير استجابت بشكل جماعي لإنقاذ ناديهم وأثبتوا أن “النجم الساحلي يعيش بجماهيره”. كما قامت الإدارة بتنظيم حملات دعم عبر بيع قمصان النادي واشتراكات الدخول للملاعب، مما ساهم في تعزيز الوضع المالي للنادي.
أكد العكروت أن اللجنة بالتعاون مع مجلس الإدارة هي المسؤولة عن تسوية الديون، لكنه أشاد بدور الجمهور الذي ساهم بشكل كبير في إنقاذ الفريق من خطر عدم المشاركة في المنافسات المحلية والأفريقية.
أسباب تراكم الديون
في حديثه للجزيرة نت، أوضح كريم العكروت أن عدم وجود تقرير مالي دقيق حول النفقات وخاصة فيما يتعلق بالعقود هو ما أدى إلى تفاقم الوضع المالي للنادي. فقد عانى النجم من إدارة غير مستقرة ولم يتم نشر التقارير المالية للصفقات طوال السنوات الأربع الماضية مما خلق غموضاً حول السياسة المالية للفريق وزاد من حدة أزمة الديون.
ارتفاع الأجور آفة الكرة في تونس
علق محمد نجيب المجريسي الصحفي في إذاعة موزاييك التونسية على حملة التبرعات التاريخية قائلاً إنها كانت فارقة لإنقاذ الفريق من مخاطر قد تعصف بمستقبله وتمنعه من المشاركة في المسابقات المحلية والأفريقية للموسم الجديد. وأشار المجريسي إلى أن جماهير النجم نجحت في معالجة الأخطاء التي ارتكبتها الهيئات السابقة خلال السنوات الـ12 الأخيرة والتي أدت إلى ارتفاع قياسي في الديون بسبب تعاقدات فاشلة ومكلفة.
شوف كمان: إنزاجي: إنتر ميلان استحق التأهل لنهائي الأبطال
وأضاف المجريسي أن جميع الأندية التونسية تواجه نفس المشكلة المتعلقة بالتعاقدات المكلفة والعشوائية مما أدى إلى تراكم ديونها وعدم قدرتها على سداد أجور اللاعبين لفترات طويلة.
توج النجم الساحلي بلقب الدوري التونسي 11 مرة آخرها عام 2023 وحقق كأس تونس عشر مرات بالإضافة إلى دوري أبطال أفريقيا عام 2007. ويستعد الفريق للمشاركة الموسم المقبل بكأس الكونفدرالية الأفريقية بعد أن احتل المركز الثالث في ترتيب دوري المحترفين التونسي لموسم 2024-2025.