أعادت مدينة مكسيكو سيتي إحياء جدارية تضامنية مع غزة، بعد أن تعرّضت سابقا للإزالة والتشويه عدة مرات. هذه الخطوة تُعتبر رمزية وتعكس دعم المجتمع المدني المكسيكي للشعب الفلسطيني في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة. فقد تفاقمت الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، مما يهدد حياة ملايين السكان بسبب الحصار المستمر والعدوان الإسرائيلي المتواصل.
عملية ترميم الجدارية تمت بمشاركة فنانين وناشطين مكسيكيين مؤيدين للقضية الفلسطينية، حيث تحمل الجدارية رموزًا قوية تدعو للسلام وتنادي بوقف الإبادة. كُتبت عليها عبارات مثل “غزة تحت القصف” و”فلسطين حرة”، بالإضافة إلى صور لأطفال ونساء يعانون تحت الحصار. تأتي هذه الخطوة تزامنًا مع تقارير دولية وتحذيرات من منظمات إغاثية بشأن تصاعد المجاعة في قطاع غزة، خاصة في شماله، حيث يُسجل العاملون في المجال الإنساني حالات وفاة أطفال نتيجة للجوع.
مقال له علاقة: إستبعاد حاملي البطاقات المنتهي بهذا الرقم|.. من منحة الـ 1000 جنية من البريد المصري شوف لو انت منهم
إعادة الجدارية كصرخة إنسانية
قال أحد منظمي المبادرة إنهم يقومون دائمًا بإصلاح الرسمة التي تتعرض للتخريب ليلاً للمرة الثامنة أو التاسعة. وأوضح أن “إعادة الجدارية ليست فقط عملاً فنياً، بل هي صرخة من أجل الإنسانية”. الهدف هو إبراز أن غزة لا تُنسى وأن النضال من أجل العدالة لا حدود له.
رمز المقاومة والتذكير بالمعاناة
الجدارية لم تكن مجرد رسمة على جدار؛ بل هي لوحة مقاومة تعبّر عن صمود الشعب الفلسطيني وتعيد تذكير العالم بأن ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة إنسانية، بل جريمة مستمرة تحدث أمام أعين الجميع.
تحذيرات من تفشي المجاعة
في السياق ذاته، قال المرصد العالمي للجوع -في تحذير أصدره اليوم- إن “السيناريو الأسوأ لحدوث مجاعة يتكشف حالياً”، مشيراً إلى أن شح الغذاء في معظم مناطق غزة وصل إلى مستويات خطيرة. وفقاً للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في العالم، هناك أدلة واضحة على أن انتشار الجوع والأمراض يؤدي إلى ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع وسوء التغذية.
تعاني غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومنذ الثاني من مارس/آذار 2025، أغلقت إسرائيل جميع المعابر ومنعت دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية مما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع. وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة صباح أول أمس الأحد، بلغ عدد شهداء وسوء التغذية 147 فلسطينيا -بينهم 88 طفلا- منذ بداية الهجوم الأخير.