يُشيع جثمان الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني إلى مثواه الأخير اليوم الاثنين، بعد أن وافته المنية صباح يوم السبت عن عمر ناهز 69 عامًا. ستقام صلاة الجنازة عليه في كنيسة “رقاد السيدة” في المحيدثة، بكفيا في لبنان، وستلقي النجمة “فيروز” نظرة الوداع الأخيرة على نجلها.
منذ الصباح الباكر، تجمع المئات أمام مستشفى خوري بمنطقة الحمرا انتظارًا لنقل الجثمان إلى بلدة المحيدثة بقضاء المتن حيث سيدفن في مدافن العائلة ببكفيا. شهد محيط المستشفى حضورًا كبيرًا من محبيه وأصدقائه وفنانين ومثقفين بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات سياسية ونقابية. ذكر مستشفى خوري، حيث كان يتلقى زياد العلاج، أنه فارق الحياة تمام الساعة التاسعة صباحاً وتم إبلاغ العائلة فوراً برحيله الذي شكل بصمة فارقة في الفن والمسرح والموسيقى اللبنانية.
ممكن يعجبك: محمد رمضان يثير الجدل مجددًا في طائرته الخاصة (فيديو)
صراع مع المرض
اقرأ كمان: دفن جثمان الفنان لطفي لبيب بمقابر الأسرة بالعاشر من رمضان
واجه زياد الرحباني صراعًا طويل الأمد مع المرض وخاصة تليف الكبد الحاد الذي أثر بشكل ملموس على نشاطه الفني. نعاه رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون ورئيسا الحكومة ومجلس النواب نواف سلام ونبيه بري كما نعاه عدد كبير من الفنانين العرب بكلمات مؤثرة.
إرث فني لا يُنسى
زياد هو ابن الفنانة الكبيرة “فيروز” والراحل “عاصي الرحباني”، ويعد أحد أبرز المجددين في الأغنية اللبنانية والمسرح السياسي الساخر منذ بداية مسيرته الفنية مطلع السبعينات بمسرحيته الشهيرة “سهرية”. لم يكن مجرد فنان بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة وصوتًا متمردًا يعبر عن آلام الناس بصدق وإبداع عبر الموسيقى والمسرح.
مسيرة حافلة بالإنجازات
ولد زياد الرحباني عام 1956 وكان الابن الأكبر لعاصي وفيروز الذين أسسا المدرسة الموسيقية الحديثة للبنان. بدأ يبرز موهبته الموسيقية منذ طفولته وانتج أول ألبوم موسيقي وهو ما زال شاباً صغيراً ثم قدم العديد من الأعمال المسرحية الناجحة واشتهر بمزجه بين الجاز الشرقي والإيقاعات العربية المتميزة.
كان لزياد تأثير كبير ممتد حتى الآن وستظل أعماله الملهمة حاضرةً في ذاكرة اللبنانيين والعرب لتلهم الأجيال القادمة وتؤكد أن الفن يمكن أن يكون شكلاً من أشكال المقاومة وأن الكلمة يمكن أن تكون موقفاً قوياً وداعماً للحرية والكرامة الإنسانية.