إضراب رقمي عن الطعام.. حملة لصناع المحتوى والمطاعم المصرية تضامنا مع غزة جديد

في خطوة تعكس أعمق مشاعر التضامن الإنساني، قرر عدد من صناع محتوى الطبخ التوقف مؤقتًا عن نشر وصفات الطعام ومقاطع الطهو. يأتي هذا القرار دعمًا لسكان قطاع غزة الذين يواجهون مجاعة حقيقية بسبب الظروف الإنسانية المتدهورة في المنطقة. وفي نفس السياق، قامت مجموعة من المطاعم المصرية الكبرى بحجب صور المأكولات من منشوراتها عند توجيه المحتوى للجمهور داخل فلسطين.

من بين هؤلاء، قام الطباخ الفلسطيني الشهير “أبو جوليا” بتعليق نشاطه على منصاته كإجراء تضامني مع أهالي غزة. حيث كتب عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”: “أقف مكتوف الأيدي مثلي مثلهم أمام عشرات الشهداء”، معبرًا عن حزنه العميق لما يعانيه أقاربه هناك. وأكد أنه سيتوقف عن نشر وصفات الطعام احترامًا لجراح أحبائه حتى يجد أهل غزة لقمة تسد جوعهم.

حجب صور الطعام احتراما لمشاعر أهل غزة

أعلن مطعم “حجوجة” المصري عن تعليق ظهوره على منصات التواصل الاجتماعي داخل الأراضي الفلسطينية، بينما سيستمر نشاطه في مصر وباقي الدول العربية. وقد جاء قرار حجب صور الطعام كخطوة تضامنية مع سكان غزة في ظل المعاناة الإنسانية التي يعيشونها. وأوضحت إدارة المطعم أن هذه الخطوة تأتي دعمًا للشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي، قائلة: “هذا أقصى ما يمكننا فعله الآن”.

مطاعم أخرى تنضم إلى الحملة التضامنية

بدوره، اتخذ مطعم “الأكابر” المعروف قراراً مماثلاً بحجب صفحته الرسمية عن الظهور داخل الأراضي الفلسطينية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني من المجاعة والقصف المستمر. وجاء في بيان المطعم: “قررنا نحجب صفحتنا.. وده أقل حاجة ممكن نعملها دلوقتي”. ودعت الصفحة جميع المطاعم وصناع المحتوى الغذائي إلى اتخاذ خطوات مماثلة.

مبادرات إضراب رمزي للتضامن

شهدت مبادرات التضامن مع غزة مشاركة واسعة من ناشطين وحقوقيين عرب، حيث أعلن المتحدث باسم الدفاع المدني في القطاع بدء إضرابه الكامل عن الطعام تضامنًا مع الأطفال الذين يموتون جوعًا. كما دعا الرئيس التونسي الأسبق الدكتور منصف المرزوقي الشعوب العربية والرأي العام العالمي للإضراب عن الطعام تأكيدًا على الدعم لفلسطينيي غزة الذين يعيشون تحت حصار خانق ومجاعة متفاقمة.

تهدف هذه المبادرة إلى تسليط الضوء على المجاعة المتزايدة التي يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني نتيجة سياسة التجويع ومنع دخول المساعدات منذ أكتوبر 2023. ودعا المشاركون جميع أحرار العالم للانضمام إليهم تضامنًا مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه الإبادة الجماعية وسط صمت دولي مستمر.

وقد انضم عدد من أفراد الدفاع المدني إلى هذه الحملة محلياً، مما يدل على توسع نطاق التأييد لها. وزارة الصحة في غزة وصفت الوضع بأنه “مجزرة صامتة”، مشيرة إلى أن المجاعة أودت بحياة 86 فلسطينيًا بينهم 76 طفلًا بسبب الجوع وسوء التغذية الناتجين عن الحصار الإسرائيلي المشدد. وطالبت الوزارة بفتح المعابر بشكل فوري لإدخال الغذاء والدواء اللازمة لإنقاذ الأرواح.

منذ مارس 2025، تواصل إسرائيل إغلاق جميع المعابر مع قطاع غزة وتمنع دخول أي مساعدات إنسانية، مما أدى لتفشي المجاعة بشكل مقلق للغاية.