في إطار الاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، وتحت إشراف وزارة الثقافة وقطاع شؤون الإنتاج الثقافي، نظمت مكتبة القاهرة الكبرى احتفالية كبيرة. افتتحت الفعالية بكلمة من الكاتب عبد الله نور الدين، مسؤول النشاط الثقافي والفني بوزارة الثقافة، حيث قدم لمحة تاريخية عن الأميرة سميحة حسين كامل صاحبة القصر الذي تحول فيما بعد إلى مكتبة القاهرة الكبرى. وأشار إلى دورها الوطني والثقافي عندما تبرعت بالقصر للدولة المصرية ليصبح منارة ثقافية وفنية للشعب. وقد وافق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فورًا على هذا الأمر تقديرًا لطبيعتها الثقافية الخاصة كونها كانت شاعرة وفنانة مهتمة بالحركة الثقافية والفنية وشاركت مع الأمير يوسف كمال في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة.
من جهتها ألقت الإعلامية سحر سامي من الهيئة الوطنية للإعلام كلمة أكدت فيها أن ثورة يوليو 1952 غيرت مسار التاريخ المصري وجاءت بإرادة الشعب ضد الاحتلال البريطاني واستعادة للكرامة والهوية الوطنية حين وقف الشعب بجانب الجيش فكانت لحظات حقيقية لصناعة وطن.
اقرأ كمان: 10 سنوات من الذكريات: كيف تمر الأيام وكأنها عمر كامل
الحلقة الثانية من الاحتفالية
اقرأ كمان: هل دعا ممثل سوري شهير لعودة نظام بشار الأسد؟
بدأت الحلقة الثانية بمداخلة فلسفية عميقة ألقاها الدكتور أحمد عبد الحليم الأستاذ المتفرغ بقسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة. تحدث عن جذور الوعي الثوري في مصر منذ ثورة أحمد عرابي حتى ظهور الأحزاب الوطنية في أوائل القرن العشرين والدور التنويري الذي لعبته الصحافة والجامعة المصرية التي كانت تُعرف قديماً باسم “كلية الآداب والفلسفة”. أشار إلى أن نشأتها جاءت كمبادرة سياسية ثقافية لمقاومة الهيمنة البريطانية لافتاً لوجود مفكرين وأساتذة متعددين الجنسيات بينهم الألمان والفرنسيون مما أضاف عمق معرفي للمشهد الثقافي آنذاك.
مشاركة الدكتورة فدوى فؤاد عباس
كما شاركت الدكتورة فدوى فؤاد عباس الكاتبة الفلسطينية المقيمة في مصر بكلمات صادقة ومؤثرة عن حبها العميق وانتمائها الصادق لمصر التي اختارت أن تعيش فيها واعتبرتها وطناً ثاني لا يقل دفئاً عن فلسطين.
ختام الندوة
في ختام الندوة تم التأكيد على أن الثقافة كانت سابقاً حكراً على الطبقة العليا من الملوك والأمراء لكنها بعد ثورة يوليو أصبحت حق شعبي عام وشهدت مصر تحولاً جوهرياً في الفكر والإبداع وهو ما تجلى في تفاعل الأدباء والشعراء والفلاسفة مع روح الثورة ومبادئها الخالدة.