أصدرت هيئة تطوير المدينة المنورة تقرير “أطلس” الذي يرسم صورة شاملة عن حالة التنمية المستدامة في الأحياء، ليكون بذلك أول أطلس من نوعه على الصعيدين الوطني والعالمي. يستند التقرير إلى مؤشرات حضرية دقيقة ومنهجيات تحليل متقدمة تتماشى مع مستهدفات رؤية 2030، ويعكس الجهود المبذولة لتحسين جودة الحياة وتعزيز الخدمات المقدمة للسكان، في إطار النهج الإنساني والتنموي الذي تتبناه الحكومة.
يستعرض هذا التقرير نتائج تحليل أوضاع 70 حيًا سكنيًا في المدينة، بهدف تحديد التحديات والفرص المتاحة لكل حي على حدة. كما يقدم تصورًا متكاملًا يدعم صناع القرار في تحديد أولويات التدخل وتوجيه الاستثمارات وصياغة السياسات التنموية اللازمة لسد الفجوات وتحقيق العدالة المكانية والتنمية المتوازنة.
مقال له علاقة: كيفية التقديم على الإقامة الدائمة في السعودية 2025: خطوات ومتطلبات أساسية
التحليل الحضري الشامل
استندت النتائج التحليلية الواردة بالأطلس إلى قاعدة بيانات مكانية وإحصائية حديثة، بالإضافة إلى نتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي. كما اعتمدت على مؤشرات مبادرة جودة الحياة التي تم تطويرها بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة. وقد شاركت المدينة المنورة في هذه المبادرة ضمن أول خمس مدن عالمياً، مما يعكس الخصائص العمرانية الفريدة لها وتاريخها الحضاري العريق ودورها المهم في خدمة ضيوف الرحمن.
تطبيقات مبتكرة لدعم القرار
طور المرصد الحضري بالمدينة المنورة تطبيقاً إلكترونياً ضمن منصة منارة للبيانات الحضرية لاستعراض نتائج التحليل ودعم شركاء التنمية بأدوات تحليل مكاني وحضري متقدمة. تأتي هذه الخطوة ضمن جهود الهيئة لتسخير البيانات والابتكار لدعم صناع القرار على مستوى المنطقة بما يضمن اتخاذ سياسات تنموية وخطط مستدامة تعتمد على بيانات دقيقة وحديثة.
نتائج التحليل التنموي
استعرض الأطلس حالة التنمية المستدامة لأحياء المدينة وأهم نتائج تحليل الوضع التنموي لـ70 حيًا باستخدام المؤشرات الحضرية المرتبطة بتقييم الخدمات والمرافق ومدى تكاملها مع احتياجات السكان. تضمنت الدراسة أبعادًا اجتماعية واقتصادية متعددة مثل الإسكان والنقل والبنية التحتية والتعليم والصحة والثقافة والترفيه والسياحة والأمن والسلامة. أكدت النتائج تحقيق المدينة وأحيائها لمجموعة كبيرة من أهداف التنمية المستدامة والرؤية الوطنية.
سجل التقرير تحقيق نسبة 100% لمؤشر المرور والطرق في 21 حيًا، حيث أظهر أن 59 حيًا حققت الهدف الـ11 للتخطيط الحضري الفعال و95% من مباني المدينة ذات نظم إنشاء حديثة ومتينه. الكثافة السكانية مرتفعة بشكل خاص في الأحياء القديمة التي تتركز فيها أكبر نسبة من المناطق غير المخططة.
وأشارت النتائج إلى رضا 96.2% من سكان المدينة عن جودة الطرق وحالة المرور، فيما سجلت 21 حيًا نسبة 100% بهذا المؤشر. كما حققت المدينة الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة بدخول 66 حيًا ضمن نطاق جيد لقطاع الإسكان، حيث سجل أكثر من ثلث الأحياء نسباً أعلى من 95% بمؤشر المسكن اللائق.
أمان شامل وجودة حياة متميزة
بلغت نسبة رضا المواطنين عن الأمان داخل الأحياء حوالي 96.2% ووصلت النسبة إلى 100% في خمسين حياً، بينما كانت تغطية خدمات الشرطة تصل أيضاً إلى نفس النسبة تقريباً في معظم الأحياء.
قسم التقرير أحياء المدينة المنورة إلى ثلاث مجموعات رئيسية: الأحياء غير المخططة والأخرى المخططة الواقعة على أطراف النطاق العمراني والأحياء المخططة مكتملة الخدمات؛ وذلك لدعم اتخاذ القرارات بشأن الأولويات والتنمية المستدامة للأحياء المختلفة.
اقرأ كمان: جازان تعلن عن إحباط تهريب 43 كيلوجرامًا من المخدرات
وفي ختام الحديث، أكد المختصون أن التقرير يعزز جوانب الأمن الفكري ويساعد الجهات المعنية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل فعال يسهم جميعه في تحسين جودة الحياة للمواطنين بكل أرجاء مدينة المنورة.