البابا تواضروس يكتب: الألوان لغة الطبيعة

كتب البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مقالاً في افتتاحية “مجلة الكرازة” تحت عنوان: “الألوان لغة الطبيعية”. وقد أكد في هذا المقال على أن الألوان تحتل مكانة كبيرة في نصوص الكتاب المقدس، سواء تم ذكرها بوضوح أو عبر وصف لأشياء طبيعية أو مادية.

في سياق الحديث عن الألوان كلغة للطبيعة والحياة، يشير البابا إلى أنها واحدة من وسائل المعرفة. فبدون الألوان قد تفقد الحياة طعمها وجاذبيتها. على مر التاريخ طالما مثلت الألوان معاني ورموزًا متنوعة وارتبطت بأشهر الأحداث والتقاليد عبر الثقافات المختلفة. علماء النفس يؤكدون أن اختيار الشخص للألوان يمكن أن يعكس شخصيته وتكوينه النفسي.

لغة الألوان وتأثيرها

يشرح الطبيب النفسي الإيطالي ماوريتزيو دامبدا في كتابه “شخصيتك والتواصل مع الآخرين” أنه يمكن تحديد الشخصية بناءً على اختيار أحد أربعة ألوان أساسية وهي الأخضر والأصفر والأحمر والأزرق. تعتبر هذه الألوان الأساسية (الأحمر والأزرق والأصفر) جوهر العمل الفني حيث لا يمكن خلقها ولكن من خلال مزجها نحصل على باقي درجات الألوان الأخرى. توافقات اللون تتمثل في:

الأهمية الروحية للألوان

في الكتاب المقدس تذكر الألوان بشكل صريح أو ضمني كما هو الحال بين السطور. مثال ذلك يتضح في المزمور 19 حيث يركز النص على اللون الأصفر ليصف الشمس والذهب والعسل كرموز للنور والقيمة والجاذبية الحلوة لكلمة الله.

اللون الأصفر وأبعاده المتعددة

اللون الأصفر يُعتبر من أكثر الألوان جاذبية وإشراقًا فهو يرتبط بالذكاء والنمو والشجاعة والإبداع. يعد لون الصيف ويشير أيضًا إلى نقاء الذهب وشدة إشراق الشمس؛ لكن يحمل كذلك دلالات سلبية كالصحف الصفراء والضحكة الصفراء التي ترمز للعدوان السلبي والنفس الغيورة.

من الجدير بالذكر أن بعض الرموز اللونية تتكرر في الكتاب المقدس دون أن تحمل نفس المعنى دائمًا، فالأسود عادةً ما يدل على الحزن والخيانة واليأس بينما الأزرق الملكي يرمز للحكمة والملوكية وربما إلى السماء كمكان للإلهية؛ الأحمر القرمزي يوحي بالخطيئة ودم الذبائح وخاصة ذبيحة المسيح؛ الأخضر يشير للنضارة وعبادة الوثن أحيانًا؛ الأبيض يعبر عن الطهارة والقداسة كما يظهر كثير الاستخدام بسفر نشيد الأنشاد لما تحمله تلك اللغة من رمزية ومعانٍ عميقة.