شهد قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم احتفالية مميزة بمناسبة مرور 25 عامًا على نياحة مثلث الرحمات الأنبا مكاري، أسقف شبه جزيرة سيناء. أقيمت الاحتفالية صباحاً في مسرح الأنبا رويس بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بحضور عدد من الأساقفة والكهنة والرهبان وعائلة الأب الأسقف الراحل، إلى جانب العديد من أبنائه الروحيين ومحبيه.
بدأت مراسم الاحتفال بصلاة القداس الإلهي الذي ترأسه قداسته في كنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية. وقدمت فرقة قلب داوود مجموعة من الترانيم التي عبرت عن حب الله، تلاها عرض مباشر لفنانة قامت برسم صورة للأنبا مكاري لاقت إعجاب الحاضرين بدقتها وسرعتها. بعد ذلك عُرض فيلم يروي سيرة ومسيرة حياة الأنبا مكاري، وتلاه ذكريات وكلمات مؤثرة ألقاها بعض أبناءه الروحيين الذين تتلمذوا على يديه.
مقال مقترح: محافظ القاهرة يشهد تكريم الفائزين من الشركات المصرية بمسابقة الزيتون
كلمة قداسة البابا
ألقى نيافة الأنبا باڤلي كلمة تعبيرًا عن تأثره بنيافة الأنبا مكاري كونه أحد تلاميذه المباشرين. واختتم الحفل بكلمة لقداسة البابا تواضروس الثاني قائلاً: “ما أجمل الوفاء في كنيستنا القبطية! الذكرى الطيبة تدوم للأبد وهي مليئة بالمشاعر الإنسانية التي تمس قلب كل واحد منا”. وشدد قداسته على قيمة النماذج اللامعة التي تنشأ بشكل طبيعي لكنها تصبح شهادات لكل الأجيال وذكر أن وصايا المسيح ليست ثقيلة بل تمنح الفرح الدائم كما كان حال الأنبا مكاري.
شوف كمان: “من بيتك”.. إستعلم عن فاتورة المياة لشهر أكتوبر عبر موقع الشركة القابضة للمياة
النموذج والإلهام
لفت قداسة البابا إلى أهمية هذه النماذج في تشجيع الناس على الاقتداء بها والتعلم منها، مؤكداً أن الكنيسة تزرع الوفاء والحضور المستمر للقداسة في حياتنا اليومية من خلال سير الآباء والخدام الذين سبقونا. وأوضح أن هذه الذكريات ليست مجرد ماضي بل حضور حي لله وقديسيه بيننا.
العلاقة الشخصية مع الراحل
شارك قداسة البابا تجربته الشخصية مع الأنبا مكاري منذ شبابه حين كان يسمع عنه وعن خدمته بروحانية قوية حتى قبل أن يقابله شخصيًا. وذكر كيف أثر عليه أول قداس صلاه معه بعمق شديد حيث شعر وكأنه في حضرة سماوية حقيقية لا يوجد فيها سوى الله وحده.
استعرض بعد ذلك كيف تطورت خدمة الأنبا مكارى حين أرسله البابا شنودة الثالث للخدمة في سيناء رغم صعوبة الظروف هناك وكيف نجح بتوفيق الله وإرشاداته السماوية ليكون نموذجًا للخدمة والإيمان المتجذر في أرض قاحلة آنذاك وتحولها لإيبارشية مزدهرة بالنشاط والعطاء.