حذر الرئيس السوري أحمد الشرع من خطورة الأحداث التي شهدتها محافظة السويداء في الأيام الأخيرة. وأكد أن الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين مجموعات مسلحة في المنطقة كادت أن تخرج عن السيطرة، لولا تدخل الدولة السورية الذي ساهم في احتواء الموقف وتهدئة الأوضاع.
في كلمته الرسمية يوم السبت، أشار الشرع إلى أن “السويداء شهدت منعطفًا خطيرًا”، موضحًا أن “طموحات انفصالية بدأت تظهر لدى بعض الشخصيات التي استندت إلى الدعم الخارجي”، وهو ما يهدد وحدة سوريا ويضر بمصالحها الوطنية.
تداعيات الأحداث الأمنية
كشف الرئيس السوري عن تلقي حكومته دعوات دولية للتدخل من أجل ضبط الأمن في السويداء. حيث قال: “تلقينا دعوات من دول عربية ودولية لإعادة الأمن إلى السويداء وضمان الاستقرار في البلاد”. وأوضح أن غياب الدولة عن بعض المناطق ساهم في تفاقم الأوضاع الأمنية وفتح المجال لمجموعات متطرفة لاستغلال الفراغ.
دور العشائر السورية
أشاد الشرع بدور العشائر السورية في ضبط النفس والاستجابة لدعوات التهدئة، لكنه انتقد التحركات الفردية لبعض العشائر التي تمت دون تنسيق مع الدولة. وأكد على ضرورة أن يكون الحل عبر الدولة، التي تعتبر صاحبة القرار الشرعي والوحيد في البلاد.
مقال مقترح: استعدوا لصيف 2025: جدول العطل المدرسية في الجزائر
دعوة للالتزام بالهدنة
وجه الرئيس السوري نداءً لأبناء الطائفة الدرزية بالاصطفاف خلف الدولة والالتزام بوقف إطلاق النار. مشددًا على أن “الأحداث أثبتت أن الغالبية الساحقة من أبناء السويداء تقف مع الدولة”، وأن ما حدث هو نتيجة تصرفات مجموعة صغيرة لا تمثل المكون الدرزي.
قدم الشرع تعازيه لعائلات الضحايا الذين سقطوا خلال الاشتباكات الأخيرة، واعتبر ما جرى “فتنة”، مؤكدًا أن “سوريا ليست ميدانًا لتجارب التقسيم والانفصال”. كما أعاد التأكيد على التزام الحكومة بحماية جميع مكونات الشعب السوري ورفض محاولات زرع الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد.
وأعرب الشرع عن تقديره للدور الذي لعبته بعض الدول العربية والولايات المتحدة في جهود التهدئة، قائلًا: “نثمن كل من دعم استقرار سوريا وساهم في وقف نزيف الدم”. وشدد على أن “الدولة السورية ستبقى موحدة، وهي وحدها القادرة على حفظ السيادة والهيبة على كامل أراضيها”، داعيًا أبناء السويداء والعشائر كافة إلى التكاتف والعمل معًا لإفشال مشاريع الفوضى والانقسام.