هشام المليص.. شغف السيارات يتحول إلى فن بصري جديد

بين أصوات المحركات القديمة التي تتردد في فناء المنزل، ولمعان سيارات والده وعمه وجده، بدأت ملامح الشغف تتشكل لدى المصور الشاب هشام عدنان المليص. لم يكن يدرك حينها أن تلك النظرات الطفولية نحو تفاصيل السيارات ستقوده إلى عالم فني خاص، يقوده فيه الكاميرا بدلاً من المقود. هذا الشغف فتح له الأبواب نحو احتراف لا يخلو من الدهشة والإلهام.

يقول هشام: «كنت أراقب سيارات والدي وجدي وكأنها شيء حي. الألوان والتفاصيل والمقود وحتى صوت تشغيل السيارة.. كل تلك اللحظات كونت بداخلي حباً لا يشبه الهوايات العابرة». كانت البداية عفوية تماماً، حيث التقط صورة هنا وتجربة هناك باستخدام هاتف محمول وعدسة بدائية، مما أثار داخله رغبة قوية لرؤية السيارات بعين مختلفة، تتجاوز مجرد النظر لتوثق وتدهش وتنقل الإحساس.

تحقيق الشغف

بدأ هشام بتعلم فنون التصوير، حيث أتقن زوايا الكاميرا واكتشف أسرار الإضاءة. كان يتعامل مع كل سيارة وكأنها شخصية مستقلة بحاجة إلى لغة بصرية خاصة تعكس جمالها الفريد. بالنسبة له، لا توجد صورة مكررة؛ إذ يحمل كل طراز شيئًا خاصًا يميزه عن غيره.

الفن وراء العدسة

يصف هشام تصوير السيارات بأنه يشبه كتابة سيرة ذاتية بلا كلمات. يقول: «كل خط على الهيكل وكل انعكاس وكل انحناءة لها معنى يجب أن يُقرأ بعدسة واعية بهذا الإيمان». ومع مرور الوقت تحول التصوير إلى ورش بصرية متقنة تضم اختيار الموقع المناسب وتوقيت التصوير والخلفيات ونوعية العدسات وحساب الضوء والظل؛ حيث إن كل تفصيل مهم لأن الصورة الجيدة لا تقبل الخطأ.

التعاون مع الآخرين

خبرة هشام لم تقتصر على مشاريعه الشخصية فقط بل امتدت لتشمل التعاون مع وكلاء ومعارض السيارات الذين بدأوا يدركون أهمية الصورة كأداة تسويق لا تقل أهمية عن المواصفات الفنية للمركبة. يقول هشام: «صورة واحدة محترفة قد تغير رأي عميل. الصورة تجعل السيارة تتكلم وهذا ما يبحث عنه الناس قبل اتخاذ قرار الشراء».

حلم سعودي على الطريق، اليوم يحلم هشام بتمثيل المصورين السعوديين في المعارض العالمية لتصوير السيارات وأن يكون له دور في تدريب جيل جديد يؤمن بأن الفن ليس مقصوراً على اللوحات بل يمكن أن يظهر أيضاً على عجلات من ذهب. يقول هشام لـ«عكاظ»: «كل ما أريده هو إشعال الشغف في نفوس من يرون الجمال في الحديد وأن أؤكد لهم أنه يمكن لصورة سيارة أن تفتح أبواباً كثيرة».