قفزة مثيرة لليورو أمام الدولار تصل إلى 14% منذ كانون الثاني

على الرغم من البداية القوية لأسواق الأسهم الأوروبية في عام 2025، والتي تفوقت خلالها على نظيرتها الأميركية بفضل تذبذب السياسات في واشنطن والتحول المالي التاريخي في ألمانيا، إلا أن الأسواق الأميركية قد عادت لتتعادل مع أوروبا من حيث الأداء. بحلول إغلاق يوم الجمعة، حقق المؤشر الأوروبي ستوكس 600 ارتفاعاً بنسبة 6.6% منذ بداية العام، مقارنة بارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأميركي الذي بلغ 6.8%. وقد وصل الفارق بينهما إلى 10 نقاط مئوية في مارس، مما أعطى الأمل للمستثمرين الأوروبيين بأن فرصتهم قد حانت بعد سنوات من الأداء الضعيف مقارنة بأسواق وول ستريت.

لكن وفقاً لمحللي العملات، لا يزال التفوق الأوروبي واضحاً في سوق سعر الصرف، حيث ارتفع اليورو بنسبة 14% أمام الدولار منذ بداية عام 2025.

التكنولوجيا تعيد الزخم لأسواق أميركا

تشير ماريا فيتماني، رئيسة بحوث الأسهم في ستيت ستريت، إلى أن أسهم وول ستريت بدأت بالانتعاش منتصف أبريل مدفوعة بتحول الحرب التجارية إلى مفاوضات، وفق ما نقلته رويترز.

ومع ذلك، كانت نقطة التحول الرئيسية هي إعلانات أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى التي زادت ثقة المستثمرين. فقد ارتفع القطاع التقني في مؤشر ستاندرد آند بورز بنسبة 24% منذ بداية أبريل، بينما قفز سهم إنفيديا بنحو 45% وهو أداء لا يوجد له نظير في أوروبا.

تقييمات أقل مخاطرة في أوروبا

لكن ليس جميع المستثمرين قد اندفعوا مجدداً نحو وول ستريت. تقول مادلين رونر، مديرة المحافظ في DWS، إن إعلان الرسوم الجمركية أظهر هشاشة المعنويات وارتفاع تقييمات الأسهم الأميركية مقارنة بتقييمات أكثر واقعية في أوروبا. ترى DWS الألمانية لإدارة الأصول أن نمو الأرباح في أوروبا بدأ يتحسن مجدداً وأن الفجوة مع أميركا بدأت تضيق، مما ينبغي أن ينعكس على التقييمات السوقية. كما تتوقع المؤسسة أن يكون النمو الاقتصادي في أوروبا وأميركا متقارباً خلال عامي 2025 و2026.

الأسهم الدفاعية والبنوك تقود الأداء الأوروبي

على الرغم من المكاسب الكبيرة للأسهم الأوروبية، إلا أنها تركزت بشكل خاص في قطاعات معينة مثل الدفاع الذي ارتفع بنسبة 50% والبنوك بنسبة 28% وفقاً لمؤسسة بي إن بي باريبا. هذان القطاعان وحدهما شكلا أكثر من نصف مكاسب مؤشر ستوكس 600 رغم أنهما يمثلان فقط 16% من وزنه الكلي.

وتعكس هذه الزيادة الملحوظة بشكل خاص زيادة إنفاق دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وخاصة ألمانيا. لكن تقييمات بعض الشركات الدفاعية الأوروبية مثل مجموعة راينميتال الألمانية أصبحت أعلى من عمالقة التكنولوجيا الأميركية مثل أبل ومايكروسوفت.

اليورو في أعلى مستوياته منذ أربع سنوات

أما على صعيد العملات، فقد اقترب اليورو من مستوى 1.20 مقابل الدولار بعد أن خالفت توقعات المحللين التي كانت تشير إلى تراجعه لما دون الدولار الواحد. وقد ساعدت مخاوف المستثمرين من ضعف الدولار على زيادة الطلب نحو التحوط باليورو.

يقول جورج سارافيلوس، رئيس استراتيجيات العملات في دويتشه بنك: “ليس على الأجانب بيع الأصول الأميركية لإضعاف الدولار؛ يكفي فقط أن يرفضوا شراء المزيد منها”.

تقلبات العملة تغير قواعد الاستثمار

تؤثر تحركات العملات أيضاً على عوائد الأسهم؛ إذ تجعل الأسهم الأوروبية أرخص للمستثمرين الأميركيين بينما تصبح الأسهم الأميركية أغلى بالنسبة للمستثمر الأوروبي. فعلى الرغم من تسجيل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مستويات قياسية محلياً، إلا أنه عند تسعيره باليورو يكون أقل بنسبة 9% عن أعلى مستوى بلغه في فبراير.

في المقابل، حقق مؤشر ستوكس 600 أعلى مستوى له على الإطلاق بالدولار خلال يونيو الماضي بالرغم من أنه لا يزال دون قمته المحلية التي حققها في مارس.