في أجواء مشمسة بمدينة ريو دي جانيرو، اجتمع قادة مجموعة «بريكس» يوم الأحد، محذرين من أن الرسوم الجمركية “العشوائية” التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهدد الاقتصاد العالمي وتعوق مسارات النمو. تضم المجموعة 11 دولة ناشئة، من بينها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، وتشكل نحو نصف سكان العالم و40% من الناتج الاقتصادي العالمي.
ورغم الخلافات المتعددة بين دول التكتل، إلا أن الزعماء وجدوا أرضية مشتركة في انتقاد السياسات التجارية الأميركية، خاصة الرسوم الجمركية المتكررة التي تطلقها إدارة ترامب. في البيان الختامي للقمة، أعرب القادة عن “قلق بالغ إزاء تصاعد الإجراءات الأحادية من رسوم جمركية وغير جمركية”، واصفين إياها بأنها “غير قانونية وتعسفية”.
مواضيع مشابهة: انخفاض مثير في أسعار الذهب بالسوق القطرية هذا الأسبوع بنسبة 2.69%
وكان ترامب قد هدد في أبريل بفرض رسوم مشددة على الحلفاء والخصوم على حد سواء، لكنه تراجع بعد اضطراب حاد في الأسواق. كما حذر من أن هذه الإجراءات ستُعاد ما لم يتم التوصل إلى اتفاقيات تجارية بحلول الأول من أغسطس. اعتبرت مجموعة بريكس أن هذه السياسات تنتهك قواعد التجارة العالمية، وتهدد بمزيد من التراجع في التجارة الدولية، مما يؤثر سلباً على آفاق التنمية الاقتصادية العالمية.
انتقادات غير مباشرة
على الرغم من أن البيان لم يذكر الولايات المتحدة أو ترامب بالاسم، فإن الانتقاد كان واضحاً وموجهاً إلى ساكن البيت الأبيض في 1600 شارع بنسلفانيا. بحسب معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن، فإن سياسات ترامب الجمركية قد تقتطع نقطتين مئويتين من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، مع آثار سلبية تمتد من المكسيك إلى الخليج العربي الغني بالنفط.
غياب مؤثر
منذ انطلاقها قبل عقدين كمنصة للاقتصادات الصاعدة، بات يُنظر إلى مجموعة بريكس على أنها أداة تقودها الصين لموازنة النفوذ الغربي. ومع توسيعها لتشمل دولاً مثل إيران وإندونيسيا، برزت التحديات في التوصل إلى توافق بشأن قضايا عالمية متنوعة، بدءًا من الحرب في غزة وصولاً إلى إصلاح المؤسسات الدولية.
وقد خفّ الزخم السياسي لقمة هذا العام بسبب غياب الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي قاطع القمة لأول مرة منذ توليه الرئاسة قبل 12 عاماً. كما غاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، لكنه شارك عبر تقنية الفيديو مؤكداً أن “نفوذ بريكس يزداد” وأنها أصبحت “عنصراً أساسياً في الحوكمة العالمية”.
على الرغم من ذلك، يُعد غياب شي ضربة للمجموعة وللرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا الذي يسعى لتعزيز دور بلاده على الساحة الدولية. وقد رحب لولا بالزعماء على خليج غوانابارا الخلاب مؤكداً أن التعددية مهددة وانتقد حلف الناتو وإسرائيل.
اتهامات خطيرة
واتهم لولا حلف شمال الأطلسي بتغذية سباق تسلح دولي عبر خطته لإنفاق 5% من الناتج المحلي على الدفاع قائلاً: “من الأسهل دائماً الاستثمار في الحرب بدلاً من السلام”، كما وصف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها “إبادة جماعية”.
إيران والملف النووي
غاب أيضاً الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان عن القمة رغم أن بلاده لا تزال تتعافى من حرب استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، ومثّلها وزير الخارجية عباس عراقجي. لكن إيران حصلت على دعم دبلوماسي من حلفائها داخل بريكس الذين أدانوا الضربات الجوية الإسرائيلية والأميركية الأخيرة على مواقع عسكرية ونووية ومدنية داخل إيران.
كما أعربوا عن “قلق بالغ” تجاه الهجمات المتعمدة على البنية التحتية المدنية والمنشآت النووية السلمية. تتهم الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أوروبية طهران باستخدام برنامجها النووي المدني كغطاء لإنتاج سلاح نووي؛ ورغم ذلك تجنب البيان الختامي ذكر إسرائيل أو واشنطن بالاسم فيما يبدو أنه محاولة لإرضاء دول مثل البرازيل التي تربطها علاقات جيدة مع الغرب.
من نفس التصنيف: استعد لاكتشاف سعر الدرهم الإماراتي اليوم الثلاثاء 29 – 4!