احذروا! سيطرة الذكاء الاصطناعي تتزايد: 20% من حياتنا تحت إدارته

حذّر الخبير التكنولوجي ورائد الأعمال الأميركي بريندان ماكورد من تزايد سيطرة الذكاء الاصطناعي على حياتنا اليومية. وأشار إلى أن تحكم هذه التقنية في حياتنا يزداد يوماً بعد يوم، داعياً الجميع إلى استخدامها بوعي.

الذكاء الاصطناعي وتأثيره على حياتنا

قال ماكورد، الذي أسس شركتين في مجال الذكاء الاصطناعي وباعهما مقابل 400 مليون دولار، بالإضافة إلى مشاركته في تطوير نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بوزارة الدفاع الأميركية: «الذكاء الاصطناعي يتحكم بالفعل في حياتك أكثر مما تتصور. إليكم إحصائية أذهلتني: الذكاء الاصطناعي يتحكم في 20% من ساعات يقظتك». وأضاف: «أي ساعة واحدة من كل خمس ساعات تقضيها مستيقظاً، وذلك عبر المنشورات التي تراها على منصات التواصل الاجتماعي، والمنتجات التي يقترحها عليك، وحتى الأخبار التي تظهر لك».

دعوة للتفكير الواعي

وشدد ماكورد على أن «معظم الناس لا يدركون مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على أفكارهم وقراراتهم»، داعياً الجميع لاستخدام هذه التقنية بشكل أكثر وعياً. وأوضح قائلاً: «الذكاء الاصطناعي سيجعلك إما مستقلاً أو تابعاً، لذا فكّر في كيفية استخدامك للذكاء الاصطناعي الآن: هل تستخدمه كأداة لزيادة نفوذك؟ أم كوسيلة لتجنب التفكير؟»، مشيراً إلى أن «جوابك عن هذا التساؤل يكشف عن المسار الذي تسلكه بالفعل».

تحول المجتمع الأميركي

وضرب ماكورد مثلاً بالولايات المتحدة قائلاً: «لقد أصبحنا أمة من متلقي الأوامر. ففي القرن التاسع عشر، كان 80% من الأميركيين يمتلكون شيئًا ما مثل مزرعة أو مشروع تجاري، لكن اليوم أقل من 10% يمتلكون مشروعاً تجارياً».

وأوضح الخبير التكنولوجي أنه «لقد انتقلنا من كوننا مالكين إلى موظفين، ومن صُنّاع قرار إلى مُتلقي للأوامر، وهذا التحول يجعلنا مرشحين مثاليين للاعتماد على الذكاء الاصطناعي»، وهو أمر خطير للغاية.

القيم وتأثيرها على المستقبل

وشدد ماكورد على أن «الأشخاص الذين يقفون وراء الذكاء الاصطناعي هم أكثر تأثيراً وخطورة من التقنية نفسها». واستخدم مثال بنيامين فرانكلين الذي استخدم المطبعة لتأسيس ناشرين مستقلين لنشر المعرفة بحرية. بينما استخدم جوزيف غوبلز نفس التقنية لإنشاء دعاية نازية للسيطرة على الملايين. معقباً: «التقنية نفسها لكن النتائج متناقضة، وستحدد قيم بناة الذكاء الاصطناعي مستقبلنا».

من يستفيد من الذكاء الاصطناعي؟

تابع ماكورد بطرح سؤال يتكرر كثيراً: «من سيُثري بالذكاء الاصطناعي؟ إجابتي تتبع الاختناقات الاقتصادية؛ ابحث عما يحتاج إليه الجميع ولا يستطيع الحصول عليه بسهولة. ففي عصر التصنيع كان العمل المكتبي مكرراً، أما اليوم فهو قوة الحوسبة. ومن يحظى بالثروات الآن هم الذين يبنون مراكز البيانات».