تعطيل حركة الطيران في فرنسا بسبب إضراب المراقبين الجويين
تشهد فرنسا حالياً حالة من الشلل شبه الكامل في حركة الطيران، وذلك منذ يوم الأربعاء، نتيجة لإضراب واسع نفذه المراقبون الجويون. الإضراب جاء احتجاجًا على خطط الإصلاحات الحكومية وللمطالبة بتحسين ظروف العمل.
أفادت “هيئة الطيران المدني” (DGAC) الفرنسية بأن أكثر من 70% من الرحلات الجوية قد أُلغيت في مطارات كبرى مثل باريس-أورلي وشارل ديغول ومارسيليا. كما امتدت آثار الإضراب لتشمل عشرات الرحلات العابرة للأجواء الفرنسية، مما أدى إلى سلسلة من التأخيرات والإلغاءات على مستوى أوروبا.
شوف كمان: حصريا ملح وسمرة ح6 .. مسلسل ملح وسمره الحلقة السادسة مسلسلات رمضان2023
آثار الإضراب على السفر الأوروبي
تسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية، الذي استمر يومي الخميس والجمعة، في تعطيل خطط سفر العديد من الركاب. وأعلنت شركة “رايان إير” للطيران الاقتصادي أنها اضطرت لإلغاء أكثر من 170 رحلة، مما أثر بشكل كبير على عطلات أكثر من 30 ألف مسافر.
بدأ الإضراب بعد أن أعلنت نقابتان فرنسيتان عن احتجاج استمر لمدة يومين ضد ظروف العمل، مما أدى إلى إلغاء حوالي ربع الرحلات في المطارات الرئيسية بباريس ونحو نصف الرحلات في مطار نيس. وقد صرحت “رايان إير” أن تأثير الإضراب لم يقتصر فقط على الرحلات من وإلى فرنسا بل شمل أيضًا الرحلات العابرة لأجوائها إلى وجهات مثل المملكة المتحدة وأيرلندا وإسبانيا واليونان.
استياء شركات الطيران والمطالب الأوروبية
عبّر الرئيس التنفيذي لشركة رايان إير، مايكل أوليري، عن استيائه الشديد واصفًا الإضراب بأنه “غير منطقي وظلم كبير لركاب الاتحاد الأوروبي الذين يسافرون لقضاء عطلاتهم”. وقد دعا أوليري رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لاتخاذ “إجراءات عاجلة” لضمان الحد الأدنى من الخدمات أثناء فترات الإضرابات وحماية الرحلات العابرة للأجواء الفرنسية.
وفي نفس السياق، طلبت الهيئة العامة للطيران المدني الفرنسي من شركات الطيران تقليص جداول رحلاتها في عدة مطارات عبر البلاد للتخفيف من الفوضى الناجمة عن هذا الإضراب.
كما وصفت رابطة شركات الطيران الأوروبية -التي تضم شركات مثل رايان إير وإير فرانس-كيه إل إم ولوبتهانزا والخطوط الجوية البريطانية وإيزي جيت- الوضع بأنه “غير مقبول”، مشددة على ضرورة اتخاذ تدابير لحماية مصالح المسافرين وشركات النقل الجوي.
التفاصيل حول عدد المشاركين وتأثيرات أكبر متوقعة
وفقاً لمصادر مطلعة، فقد أضرب حوالي 270 مراقباً جوياً من أصل نحو 1400 موظف تقريبًا. ومن المتوقع أن تتزايد الاضطرابات غداً الجمعة مع انخفاض نسبة الرحلات الجوية بنسبة تصل إلى 40% انطلاقاً من مطارات باريس شارل ديغول وأورلا وبوفيه.
وقد دعت نقابة “مراقبي الحركة الجوية الفرنسية” (UNSA-ICNA) إلى هذا الإضراب احتجاجًا على عدة قضايا تشمل نقص الموظفين ومشاكل إدارية وخطط تنفيذ نظام تسجيل دخول مثير للجدل للمراقبين الجويين. ومع ذلك، فإن النقابة أشارت إلى فشل المفاوضات مع المديرية العامة للطيران المدني للوصول إلى حل للنزاع.
ردود الفعل الرسمية والشركات المتأثرة
تلقت هذه التحركات انتقادات واسعة؛ حيث اعتبرت منظمة خطوط جوية لأجل أوروبا (A4E)، التي تمثل أبرز شركات الطيران بالقارة، أن هذه الإجراءات كانت “غير مقبولة”، محذّرةً من تداعياتها السلبية خلال ذروة موسم العطلات.
من جهته، وصف وزير النقل الفرنسي مطالب النقابات بأنها “غير مقبولة”، مبرزاً أن القائمين بالإضراب هم أقلية نقابية ويستنكر توقيتهم نظرًا لأنه يتزامن مع بداية الصيف وعطلته.
عبرت شركة إيزي جيت أيضاً عن خيبة أملها الكبيرة بسبب الاضطرابات ودعت جميع الأطراف المعنية للعمل سويًا لإيجاد حل سريع يخفف التأثير السلبي على الركاب وشركات الطيران.
وذكرت شركة رايان إير أنها تأثرت كذلك بالصراع الأخير في الشرق الأوسط حيث ألغت أكثر من 800 رحلة جوية الشهر الماضي. ومع ذلك أكدت الشركة أنها لا تزال تشغل أكثر من 109 آلاف رحلة خلال يونيو/حزيران الماضي مما يعني أن أقل من 1% فقط قد تأثرت بالاضطرابات الحالية.