شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خاصة “فيسبوك”، انتشارًا واسعًا لمنشور مثير يزعم رصد “نشاط غير طبيعي” في البحر المتوسط، بالتزامن مع مقطع فيديو وصف بأنه “محذوف” وتم تداوله بشكل مكثف.
وتضمن المنشور إشارات درامية، محذرًا سكان الساحل الشمالي في مصر من كارثة وشيكة، مع استخدام عبارات دينية وتعبيرات مثل: “هنروح فين؟” و”احذروا”، في إشارة إلى احتمالية وقوع زلزال أو تسونامي أو حتى عاصفة مفاجئة في المنطقة.
كما ادعى المنشور أن ما يُعرف بـ”مرصد شومان للترددات الاهتزازية” رصد ترددات غريبة في البحر المتوسط، تزامنت مع توقيت الفيديو المتداول، ملمحًا إلى أن القبطان الذي تحدث سابقًا عن مخاطر قادمة “لم يكن يكذب”، على حد وصف المنشور.
الفيديو المتداول: تحذيرات مبالغ فيها
الفيديو الذي تم تداوله زعم أن هناك “نشاطًا غير معتاد في أعماق البحر”، وقد يترتب عليه “كارثة بحرية محتملة” في المستقبل القريب. كما تحدث عن “ترددات غريبة ومصدر غير معروف للأمواج”، ما اعتبره البعض دلالة على احتمال وقوع انفجارات أو نشاط زلزالي أو بركاني تحت سطح البحر.
ردود علمية تنفي صحة الادعاءات
وفي أول رد رسمي على هذه المزاعم، نفى الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، صحة هذه الأنباء، مؤكدًا أنها “غير مستندة إلى أي دلائل علمية أو بيانات موثوقة”. وأوضح في تصريحات صحافية أن “الحديث عن تسونامي في البحر المتوسط بسبب أمواج غير مفهومة هو أمر غير دقيق علميًا”.
من جانبه، أكد الدكتور علي قطب، أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق ونائب رئيس هيئة الأرصاد الجوية الأسبق، أن ما يتم تداوله “مبالغات لا تستند إلى معايير علمية”. وأضاف في تصريحات خاصة لموقع “العربية.نت” و”الحدث.نت”، أن هناك عوامل محددة يجب توافرها لوقوع تسونامي، من بينها حدوث زلزال بحري كبير، أو وجود تيارات بحرية قوية جدًا، أو تأثير منخفضات جوية حادة، وكل ذلك لم يُسجل حتى الآن.
وأشار أيضًا إلى أن بعض الاضطرابات في حركة الأمواج قد تنتج عن تجارب بحرية تجريها بعض الدول الكبرى، مثل اختبارات المفاعلات النووية تحت سطح البحر، لكنها لا تؤدي إلى حدوث تسونامي فعلي.
البحر المتوسط: تركيبته لا تدعم حدوث تسونامي كبير
أوضح الدكتور قطب أن البحر المتوسط يتكون من ثلاث طبقات:
- الطبقة السطحية، وهي الأكثر عرضة للتغيرات بسبب تقلبات المناخ مثل ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، والمنخفضات الجوية القادمة من أوروبا.
- الطبقة المتوسطة، وهي تقع أسفل السطح بحوالي 1.5 إلى 2 متر، وتتعرض لتغيرات طفيفة خلال فترات الليل والنهار.
- الطبقة العميقة، والتي تبقى مستقرة إلى حد كبير ولا تتأثر بأي عوامل مناخية أو جوية.