راضي الجعايدي: مشاركة الترجي والأندية العربية كانت مميزة بكأس العالم للأندية

تونس

يُعتبر المدرب راضي الجعايدي، قائد الترجي التونسي ومدربه السابق، من بين المدربين القلائل في الساحة العربية والأفريقية الذين خاضوا تجربة التدريب في الدوري الإنجليزي والبلجيكي والأميركي للمحترفين. وقد تولى إدارة فريقه الأم الترجي التونسي ونادي أتلتيك بارادو الجزائري، الذي كان آخر محطاته التدريبية.

ويحمل بطل أفريقيا 2004 مع منتخب نسور قرطاج مسيرة كروية مميزة، حيث لعب للترجي التونسي ثم انتقل إلى بولتون وبيرمينغهام سيتي وساوثهامبتون في إنجلترا، قبل أن يتولى تدريب العديد من الأندية هناك.

كما تطرق الجعايدي إلى نتائج الأندية العربية في البطولة والمستوى الفني للمونديال وأبرز الفرق المرشحة للفوز باللقب. وكشف عن نقاط اهتمام أخرى تتعلق بمستوى اللاعبين العرب في الدوريات الأوروبية لموسم 2024-2025، بالإضافة إلى السباق نحو الكرة الذهبية لهذا العام.

وفيما يلي نص المقابلة:

ـ كيف تقييم مشوار الترجي في كأس العالم للأندية؟

رغم صعوبة المجموعة والمستوى العالي لكأس العالم للأندية، أرى أن مشاركة الترجي كانت مشرفة، خاصةً بسبب الروح القتالية التي أظهرها اللاعبون حتى في المباراتين اللتين خسرا فيهما ضد فلامنغو وتشلسي. لقد خاض الترجي المونديال بإصرار ورغبة واضحة وترك انطباعات إيجابية عن الكرة التونسية والأفريقية. أعتقد أنه حقق نجاحًا كبيرًا بفوزه على غالاكسي الأميركي، وهو الفوز الذي منح الكرة العربية أول انتصار في البطولة.

ـ لم يقدر الترجي مع ذلك على التأهل لدور الـ16، ما أبرز الأسباب وراء الإخفاق؟

من الخطأ اعتبار أن الترجي أخفق بشكل كامل في مشاركته العالمية؛ فقد كان الفريق قريبًا جدًا من تحقيق إنجاز غير مسبوق بالوصول إلى الدور الثاني. ومع ذلك، افتقر إلى ثلاثة عناصر أساسية: أولاً النجاعة الهجومية في اللحظات الحاسمة؛ حيث صنع الفريق بعض الفرص أمام فلامنغو قبل أن يتلقى الهدف الأول. ثانياً، غاب عنه التماسك الدفاعي أمام الفرق ذات الضغط العالي مثل تشلسي. وثالثاً، قلة خبرة اللاعبين بالمنافسات العالمية مثل مونديال الأندية، خصوصًا أن معظم العناصر شاركت للمرة الأولى في مسابقة بهذا المستوى العالي.

ـ واجهتَ تشلسي كلاعب عندما كنت تنشط في الملاعب الإنجليزية. ما حكمك على أداء الترجي في تلك المباراة وما أسباب الخسارة الثقيلة (3 ـ0)؟

يمتلك تشلسي مجموعة من اللاعبين ذوي المهارات العالية والخبرة الكبيرة في مثل هذه المناسبات. كانت الفوارق كبيرة على عدة أصعدة؛ ورغم رغبة الترجي في تقديم أداء جيد أمام خصم مرشح للعب الأدوار المتقدمة، فإن الفشل في التمركز الدفاعي وسرعة الانتقال من الدفاع إلى الهجوم لدى الفريق اللندني أثرا بشكل كبير على النتيجة (3-0). ومع ذلك، لم يكن أداء الفريق سيئًا خاصةً خلال الشوط الأول، حيث تلقى هدفين خلال الوقت بدل الضائع.

لا بد من الإشادة بما قدمه الترجي وجماهيره التي سافرت إلى الولايات المتحدة وصنعت ضجة كبيرة خلال المونديال وشجعت فريقها حتى النهاية؛ كان حضورهم لافتًا واستثنائيًا ومصدر فخر للنادي.

ـ ما تقييمك للمشاركة العربية في البطولة؟

قدمت الفرق العربية عروضًا متفاوتة خلال البطولة وأثبتت أن الكرة العربية تتطور باستمرار. ومع ذلك، لا تزال هذه الأندية بعيدة عن المنافسة على اللقب كما هو الحال بالنسبة لأندية أفريقيا. قدم الأهلي المصري مباراة تاريخية ضد بورتو، لكن تعادله مع إنتر ميامي كان حاسمًا لعدم التأهل. أما العين الإماراتي والوداد المغربي فقد وقعا في مجموعة صعبة جدًا وكانت المواجهة المباشرة بينهما هي الدافع الوحيد لهما خلال البطولة.

أما الهلال السعودي فقد قدم أداءً رائعًا أمام ريال مدريد وتأهل للدور الثاني بعد الفوز على باتشوكا وهو إنجاز بحد ذاته. ومع ذلك يبقى التحدي الأكبر أمام الأندية العربية هو التعامل مع المباريات ذات النسق العالي ضد فرق الدوريات الأوروبية الكبرى.

ـ لماذا فشلت الكرة الأفريقية في إثبات وجودها في المونديال وخرجت سريعًا من الدور الأول؟

على الرغم من الجهود الكبيرة وتطور كرة القدم الأفريقية على مستوى المنتخبات، إلا أن الأندية لا تزال بعيدة عن المنافسة الفعلية في البطولات الكبرى. هناك نقص ملحوظ على المستوى الفني والتكتيكي الذي يُحدث الفرق في مثل هذه المسابقات. نحن بحاجة إلى مزيد من العمل التكتيكي والتحضير الذهني للمباريات؛ فالنتائج التي حققها الأهلي وصن داونز والترجي لم تكن كارثية ولكنها جميعها وجدت نفسها خارج البطولة.

ـ ما حكمك على كأس العالم للأندية بنسخته الموسعة التي أقيمت في الولايات المتحدة والتي واجهت بعض الانتقادات؟

رغم الجدل الذي أُثير قبل انطلاق البطولة حول الجدول المزدحم للمباريات، إلا أن النسخة الحالية كانت استثنائية على عدة مستويات. لقد نجحت الولايات المتحدة بتنظيم كأس العالم للأندية بمشاركة 32 نادياً؛ وكان المستوى الفني لافتاً للغاية خلال العديد من المباريات نظرًا لتنوع المدارس الكروية المشاركة فيها. كمدرب سابق بالدوري الأميركي لم يفاجئني هذا المستوى وأتوقع مباريات قوية للغاية خلال الأدوار الإقصائية.

ـ ما الأندية التي ترشحها للمنافسة على اللقب؟

أرشح مانشستر سيتي وريال مدريد وفلامنغو وباريس سان جيرمان للتنافس بقوة للوصول إلى مراحل متقدمة جدًا من البطولة. تجمع هذه الأندية بين العمق التكتيكي والخبرة والجاهزية الحالية؛ ورغم أن ريال مدريد لم يقدم موسماً محلياً أو أوروبياً ناجحاً بشكل خاص إلا أنه يبدو تحت قيادة المدرب تشابي ألونسو جاهزاً ليترك بصمته بالمونديال بفضل لاعبيه القادرين على إحداث الفارق عند الحاجة.

ـ كيف ترى الصراع على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لسنة 2025؟

شهد الموسم تنافساً قوياً وهناك لاعبين حققوا إنجازات رائعة مع أنديتهم مثل عثمان ديمبلي الذي يُعتبر الأفضل هذا الموسم فيما يتعلق بالألقاب الجماعية ولكنه سيواجه منافسة قوية من زميله المغربي أشرف حكيمي الذي ساهم بشكل فعال أيضاً مع باريس سان جيرمان. محمد صلاح حافظ على مستواه الثابت وقاد ليفربول للتتويج بلقب الدوري الإنجليزي بينما أدهش لامين جمال الجميع رغم صغر سنه وساهم بشكل كبير بتتويج برشلونة بثلاثية تاريخية.

هناك العديد من الأسماء البارزة ولكنني أرى أن ديمبلي وحكيمي وصلاح هم الأقرب للفوز نظرًا لاستمراريتهم وقدرتهم على الحسم خلال المباريات الكبيرة.