.. مصطفى محمود
في تطورٍ مثير، أصدر الجيش الإسرائيلي اليوم، الإثنين، تحذيرًا رسميًا لسكان العاصمة الإيرانية طهران، داعيًا إياهم إلى إخلاء منازلهم “فورًا”. يأتي هذا التحذير في ظل تصاعد الغارات الجوية المكثفة التي تنفذها إسرائيل على منشآت عسكرية وأمنية حساسة داخل الأراضي الإيرانية منذ 13 يونيو الجاري.
ووفقًا لبيان رسمي صادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد استهدف خلال الساعات الماضية عدة مواقع استراتيجية، أبرزها مقر “ثأر الله”، الذي يُعتبر أحد أهم مقار الحرس الثوري الإيراني المكلف بحماية العاصمة من التهديدات الأمنية. يشار هنا إلى أن هذا يشمل أيضًا “التهديدات الداخلية”، مما يعكس القلق من الاحتجاجات الشعبية المحتملة.
كما أضاف البيان أن الغارات شملت أيضًا مواقع أخرى تابعة للقوات المسلحة الإيرانية وهيئات أمنية، بما في ذلك هيئة الإذاعة والتلفزيون الرسمية وقوات الأمن الداخلي. هذه الخطوة تشير بوضوح إلى توسيع قائمة الأهداف لتتجاوز المنشآت العسكرية والنووية التقليدية، مما يعزز التكهنات حول نية إسرائيل في إضعاف أركان النظام الإيراني.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة “رويترز” نقلاً عن مصادر مطلعة في واشنطن بأن التقديرات الاستخباراتية الأميركية تشير إلى احتمال رد إيران عسكريًا خلال 24 إلى 48 ساعة القادمة على الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة.
أكد مسؤولان أميركيان للوكالة أن إيران تدرس “خيارات انتقامية” قد تستهدف القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط. وذلك رغم الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تبذلها واشنطن لثني طهران عن التصعيد وتفادي انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة.
جدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد أعلنت منذ ساعات عن استهداف سجن إيفين الشهير في طهران، المعروف باحتجازه لأبرز المعتقلين السياسيين والناشطين المعارضين للنظام. وقد اعتبر المراقبون هذه الخطوة محاولة مباشرة لـ “ضرب رموز النظام من الداخل”.