يتصاعد الجدل في الأوساط العسكرية والاستخباراتية حول مصير مفاعل فوردو النووي الإيراني. يُعتبر هذا المفاعل الهدف الأكثر صعوبة أمام إسرائيل في حملتها العسكرية الحالية، وذلك بسبب موقعه المحصن تحت الأرض وداخل منطقة جبلية وعرة. هذه التحديات تجعل من ضربه مهمة معقدة، خاصة في ظل تردد الولايات المتحدة حيال التدخل المباشر في هذا الملف الحساس.
وفقًا لما ذكرته صحيفة “واشنطن بوست”، فإن تقديرات عسكرية أميركية تشير إلى أن طائرات B-2 الأميركية، التي تحمل قنابل خارقة للتحصينات بوزن 30 ألف رطل، تُعد الأداة الأكثر فعالية لتدمير منشأة فوردو بشكل فعال. هذا الأمر أثار جدلاً واسعًا في دوائر صنع القرار في واشنطن، حيث انقسمت الآراء بين مؤيدين لشن ضربة مباشرة قد تُسهم في ردع إيران، ومتحفظين يحذرون من استنزاف الذخائر الاستراتيجية والتورط في صراع أوسع نطاقاً بالشرق الأوسط.
شوف كمان: لبنان يحدد نظام السحب الجديد ويحدث تغييرات مفاجئة في مايو
على الرغم من هذه المعطيات، تؤكد تل أبيب قدرتها على تنفيذ الضربات المطلوبة دون الحاجة لدعم أميركي مباشر. حيث صرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قائلاً: “الحرب خططت لها إسرائيل، ونعلم كيف نتعامل مع كافة الأهداف، بما في ذلك فوردو”.
في ظل الصعوبات التي تواجهها إسرائيل لاستهداف المفاعل جواً، تشير التقارير إلى أنها تدرس إمكانية تنفيذ عملية كوماندوز برية تستهدف المنشأة بشكل مباشر. ورغم المخاطر العالية المرتبطة بمثل هذا الخيار، إلا أنه لا يمكن استبعاده نظرًا لعزم تل أبيب على تعطيل البرنامج النووي الإيراني.
يتناول الخبراء العسكريون أيضاً بدائل تقنية أخرى قد تلجأ إليها إسرائيل، مثل تدمير شبكات الكهرباء وأنظمة التهوية والمداخل الرئيسية للمفاعل. هذه الخطوات قد تؤدي إلى شل القدرة التشغيلية للمفاعل دون الحاجة لاختراق تحصيناته العميقة.
وفي الوقت ذاته، حذرت “واشنطن بوست” من أن أي هجوم إسرائيلي محدود قد لا يحقق أهداف تل أبيب بالكامل. وهذا يزيد من احتمالات تورط الولايات المتحدة لاحقاً لضمان نجاح المهمة، خاصة مع الترجيحات بفشل الغارات الجوية وحدها في إلحاق أضرار حاسمة بمنشأة فوردو.