كشفت وسائل إعلام عبرية عن ما وصفته بـ”مخطط مريب” يتم تنفيذه بهدوء، يتمثل في تسهيل خروج مئات الإسرائيليين من إسرائيل نحو أوروبا عبر الأراضي المصرية، وتحديدًا من خلال معبر طابا البري ومطار شرم الشيخ، رغم التحذيرات الأمنية الرسمية من السفر إلى مصر وسيناء في ظل تصاعد التوتر العسكري مع إيران.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إحدى أكبر الصحف الإسرائيلية، إن مئات الإسرائيليين فرّوا من القصف الإيراني الذي استهدف مواقع في الداخل الإسرائيلي، واختاروا الهروب من إسرائيل عبر الطريق البري إلى مصر، متحدّين تحذيرات الأمن القومي الإسرائيلي الذي شدد على ضرورة عدم السفر أو البقاء في مصر خلال هذه الفترة المتوترة.
مقال له علاقة: عيار 21 يسجل سعر تاريخي .. سعر الذهب اليوم الجمعة 31 يناير 2025 فى جميع محلات الصاغة
وبحسب الصحيفة، فإن المشهد الذي يتكرر عند معبر طابا الحدودي يشير إلى ما أسمته “هجرة عكسية متسارعة”، حيث يسلك الإسرائيليون طريقًا معقدًا وطويلًا يتضمن المرور عبر سيناء ثم الانتقال إلى مطار شرم الشيخ، ومنه إلى وجهات أوروبية، وفي بعض الأحيان عبر مطار القاهرة الدولي، وذلك رغم ما يحمله هذا المسار من مخاطر أمنية وتأخيرات مرهقة.
وتساءلت الصحيفة بوضوح عن سر السماح لمثل هذا “الكم الكبير” من الإسرائيليين بالمرور رغم حظر السفر وتعقيداته، متهمة السلطات المصرية بـ”غض الطرف” بل و”تسهيل” هذه العمليات، ما اعتبره مراقبون إسرائيليون مؤشرًا على وجود “ترتيبات خفية” قد تندرج ضمن ما وصفوه بـ”مخطط إقليمي لتفريغ إسرائيل من سكانها في أوقات الأزمات”.
مواضيع مشابهة: الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية توضح موعد صرف معاشات شهر مارس 2024 والزيادة الجديدة
وفي تصريحات نُشرت بالصحيفة، قال أحد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد عبر هذا الطريق: “سافرت جوا من شرم الشيخ إلى القاهرة، ثم علقت هناك لساعات بسبب تأخر الرحلات، لا أنصح الإسرائيليين بهذا المسار، لكنه أفضل من البقاء في إسرائيل الآن”.
وأوضحت الصحيفة أن المفارقة العجيبة تكمن في أن هذا النزوح يحدث في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الإسرائيلية لعودة ما يقرب من 100 ألف إسرائيلي عالقين خارج البلاد، بينما يظهر على الجانب الآخر تدفق في الاتجاه المعاكس، ما يثير علامات استفهام حول الدوافع الحقيقية لهؤلاء المغادرين، وما إذا كان الأمر مجرد هروب من الحرب أم بداية لخروج طويل الأمد.
وفي تحليلها، لمّحت يديعوت أحرونوت إلى أن بعض المغادرين يحملون جنسيات مزدوجة أو أصولًا أوروبية، ما يعزز فرضية أن “الأزمة مع إيران قد تكون فرصة للبعض للعودة إلى أوطانهم الأصلية، أو على الأقل ترتيب أوضاعهم بعيدًا عن دولة تُحاصرها التهديدات من كل اتجاه”.
واختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالتأكيد أن ما يجري “ليس مجرد تحركات فردية”، بل “مؤشرات على هجرة جماعية محتملة تمر بهدوء، وتجد طريقها عبر مصر، التي يبدو أنها تلعب دورًا محوريًا في هذا السيناريو، سواء بقصد أو بغض الطرف”.