انخفاض الدولار قبل اجتماع الفيدرالي الأمريكي حول معدل الفائدة

يؤدي احتمال إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط، إلى دفع متداولي الدولار لاتخاذ قرارات متنوعة بشأن توقعات العملة الخضراء.

هذا التباين ينعكس في السوق الفورية وسوق عقود الخيارات، حيث تظهر توقعات متعارضة، مما يمثل تطورًا ملحوظًا بعد أن سجلت العملة الخضراء أسوأ بداية للعام على الإطلاق.

السوق الفورية للعملة الأمريكية

تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران

على الجانب الآخر، تتجه المعنويات في عقود الخيارات للشهر المقبل نحو التفاؤل، إذ تعكس ما يُعرف بـ “عكس المخاطر”، حيث يتخلى المتعاملون عن توقعاتهم المتشائمة تجاه العملة الأمريكية لأول مرة منذ أبريل. يعود ذلك إلى أن تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران أدى إلى ارتفاع أسعار النفط، مما منح دعمًا غير مباشر للعملة الخضراء بفضل مكانة الولايات المتحدة كمصدر صافٍ.

توقعات قرار الفائدة اليوم

كتب إلياس حداد، المحلل الاستراتيجي لدى “براون براذرز هاريمان آند كو”، أن “تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط قد يمنح الدولار دفعة إضافية كملاذ آمن، ويؤثر سلبًا على الأصول عالية المخاطر. ومع ذلك، نتوقع تراجع قوة الدولار بسبب عوامل متعددة من بينها توقعات إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير مع ميل للتيسير النقدي”.

يتوقع الكثيرون أن يبقى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع الرابع على التوالي، مع تحديث توقعاتهم بشأن الاقتصاد والسياسة النقدية. وقد سبق لهم التحذير من أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب قد تؤدي إلى زيادة التضخم والبطالة.

مع ذلك، تشير البيانات إلى تراجع ضغوط الأسعار؛ حيث ارتفع التضخم الأساسي في الولايات المتحدة خلال مايو بمعدل أقل من المتوقع للشهر الرابع على التوالي. وتُظهر أسواق المال حاليًا احتمالية خفضين لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية العام، مع احتمال 68% بأن يحدث الخفض الأول في سبتمبر.

الدولار وارتفاع أسعار النفط

كتب محلل “يوني كريدت”، توبايس كيلر، في مذكرة له إن “استفادة الدولار من الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير مرة أخرى أمر مستبعد. خاصة وأن متانة سوق العمل الأمريكي مؤخرًا تعني أن البنك المركزي يمكنه الانتظار حتى يتوفر وضوح أكبر بشأن السياسات الحكومية وتأثيراتها على الاقتصاد قبل اتخاذ أي قرار بتغيير أسعار الفائدة”.

أدت هذه المعنويات إلى تراجع مؤشر “بلومبرج” للدولار الفوري بنسبة 0.1% عند الساعة 11:45 صباحًا بتوقيت لندن، بعد ارتفاعه بنسبة 0.5% يوم الثلاثاء الماضي، وهو أكبر ارتفاع يومي له منذ شهر. ويسلط التباين بين العقود الفورية وعقود الخيارات الضوء على إعادة تقييم المراكز الاستثمارية في الدولار بسبب السرديات المتعارضة وفقاً للمتعاملين بين البنوك.

رجح محللو “آي إن جي جرويب”، ومن بينهم فرانسيسكو بيسولي، أن الارتفاع الذي شهدته الأسواق يوم الثلاثاء كان مدفوعًا جزئيًا بتغطية المراكز المكشوفة. كما توقعوا أنه إذا زادت احتمالات ارتفاع أسعار النفط بشكل أكبر فقد يتاح للدولار مجال لتحقيق مزيد من المكاسب بينما يلعب الاحتياطي الفيدرالي دوراً ثانوياً مقارنة بالأوضاع الجيوسياسية الراهنة.