يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الذي يستمر يومين، اليوم الثلاثاء، في ظل تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط، مما أعاد المخاوف من ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بالتزامن مع استمرار التوترات الناتجة عن السياسات التجارية التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب، والتي تثير القلق بشأن ضغوط تضخمية محتملة.
من المتوقع أن يبقى الاحتياطي الفيدرالي على سعر الفائدة الرئيسي ضمن النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.50% عند اختتام اجتماعه يوم الأربعاء، وهو المستوى الذي لم يتغير منذ ديسمبر الماضي.
مقال له علاقة: ” استغل الفرصة ” سعر سبيكة ذهب btc اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 في كل محلات الصاغة في مصر
يتوقع أن يكرر البنك المركزي موقفه الحذر، مع تقديم إشارات محدودة بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة، في ظل التأثير غير المؤكد للسياسات التجارية والمالية التي تتبناها الإدارة الحالية على التضخم والنمو الاقتصادي.
مواضيع مشابهة: سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الخميس 22 مايو 2025 ثابت عند 49.85 جنيه
مطالبات سياسية وضغوط خارجية
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد طالب مرارًا في الأسابيع الماضية بخفض فوري للفائدة، مهاجمًا علنًا رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، متهمًا إياه بالتباطؤ في اتخاذ القرارات المناسبة.
ويعطي التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من الأسباب للتريث، خصوصًا مع ارتفاع أسعار النفط بفعل التوترات في منطقة حيوية للإمدادات العالمية، مما يهدد بزيادة معدلات التضخم الشامل.
ويرى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي أن السياسة الجمركية لإدارة البيت الأبيض قد تؤدي إلى تأثير “ركودي تضخمي”، يجمع بين تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع الأسعار، مما يجعل السياسة النقدية – سواء عبر خفض الفائدة أو الإبقاء عليها لفترة أطول – رهينة لتحديد أي من هذين التهديدين سيتغلب على الآخر.
بيانات استهلاك ضعيفة تزيد الضغوط
وعززت بيانات مبيعات التجزئة الصادرة اليوم الثلاثاء هذه المخاوف بعد أن أظهرت تراجعًا يفوق التوقعات في مايو الماضي، مما يثير القلق بشأن تباطؤ إنفاق المستهلكين الذي يعد المحرك الأساسي للاقتصاد الأمريكي.
التوقعات الجديدة
من المنتظر أن يصدر الاحتياطي الفيدرالي بيانه بشأن السياسة النقدية إلى جانب توقعاته المحدّثة للاقتصاد وسعر الفائدة الأساسي غدًا الأربعاء عند الساعة 18:00 بتوقيت جرينتش، يعقبه مؤتمر صحفي لرئيس البنك جيروم باول عند الساعة 18:30.
سيركز المستثمرون بشكل خاص على التعديلات في التوقعات الاقتصادية للمركزي الأمريكي سعيًا لفهم كيف غيرت التطورات الأخيرة – مثل فرض رسوم جمركية جديدة وتأجيل بعضها – نظرة أعضاء الاحتياطي منذ آخر تحديث في مارس الماضي.
وكانت توقعات مارس قد أظهرت خفضًا في معدل النمو المتوقع للعام الجاري مقابل رفع لتوقعات التضخم مع الحفاظ على سيناريو متوسط يُرجح خفضيْن للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال عام 2025.
في مايو الماضي، جددت المؤسسة تحذيرها من تنامي المخاطر المرتبطة بالتضخم والبطالة.
ويتوقع بعض المحللين أن يعتمد الاحتياطي نهجًا أكثر تشددًا في سياسته النقدية نظرًا لتأكيده على كبح التضخم وزيادة التوقعات بأن تؤدي الرسوم الجمركية إلى موجة جديدة من ارتفاع الأسعار.
وكتب مايكل فيرولي كبير الاقتصاديين لدى “جيه بي مورجان” في الولايات المتحدة يوم الجمعة: “من المرجح أن تكون التطورات في السياسة التجارية قد دفعت الاحتياطي إلى تعديل كبير في توقعاته نحو تباطؤ أكبر في النمو وارتفاع أعلى في التضخم مقارنة بتقديرات مارس”.
Add: “هذه التعديلات التي تميل نحو الركود التضخمي لا تعطي بالضرورة مساراً واضحاً لتعديل ما يُعرف بـ”الرسم النقطي”، الذي يعكس توقعات أعضاء الاحتياطي بشأن أسعار الفائدة؛ لكننا نرجح أنه سيتم تعديله قليلًا نحو الاتجاه الأكثر تشددًا مع تقليص التوقعات إلى خفض وحيد للفائدة هذا العام.”