أكد معالي وزير المالية السعودي، الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، أن الطاقة تُعتبر عنصرًا أساسيًا لتحقيق النمو الشامل والتنمية المستدامة. وأوضح أن غيابها لا يمثل تحديًا اقتصاديًا فحسب، بل يعرقل قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والإنتاج الغذائي والاستدامة البيئية. جاء ذلك خلال كلمته اليوم في منتدى صندوق “أوبك” للتنمية الدولية، المنعقد في مدينة فيينا بالنمسا، حيث أعرب عن شكره للصندوق لتنظيم هذا المنتدى الذي يعكس أهمية الإصلاحات الاقتصادية ودورها في تعزيز قدرة الدول على مواجهة التحديات المالية والتنموية.
التصدي لفقر الطاقة… أولوية عالمية
وأشار الجدعان إلى أن الإصلاحات الاقتصادية لن تحقق نتائج ملموسة ما لم تُبْنَ على تلبية الاحتياجات الأساسية للمجتمع، وأبرزها معالجة فقر الطاقة الذي يعاني منه أكثر من 1.2 مليار إنسان حول العالم. وأكد أن توفير الطاقة يجب أن يُعتبر ضرورة أساسية لتحقيق العدالة التنموية والاجتماعية.
اقرأ كمان: أسعار الذهب في المملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء 11-6-2025
تنويع مصادر الطاقة والاستثمار في الحلول النظيفة
وأفاد معالي الوزير بأن العالم اليوم يشهد تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية وتقلبات حادة في الأسواق، بالإضافة إلى زيادة مستمرة في الطلب على الطاقة. مما يستدعي السعي نحو تنويع مصادر الطاقة وتوسيع الاستثمار في التقنيات النظيفة بشكل عاجل. كما دعا إلى اعتماد حلول تمويل مبتكرة لضمان تسريع الوصول إلى الطاقة وتعزيز أمنها على المدى الطويل.
مواضيع مشابهة: “قبل حلول رمضان” سعر طن الأرز الشعير اليوم الثلاثاء 28 يناير 2025 وأسعار السلع الغذائية
أربعة محاور لتحرك بنوك التنمية المتعددة الأطراف
حدد الجدعان أربعة محاور رئيسة يجب أن تستند إليها بنوك التنمية متعددة الأطراف لدعم أمن الطاقة:
– دعم جميع مصادر الطاقة دون تحيز، مع التحذير من فرض سياسات غير واقعية للحد من الانبعاثات التي قد تؤدي إلى إقصاء مصادر رئيسية دون توفير بدائل فعّالة.
– تقديم التمويل الميسّر للدول والمناطق التي تعاني من نقص في الطاقة، مشيدًا بمبادرة “مهمة 300” التي تهدف لإيصال الطاقة إلى 300 مليون شخص في إفريقيا بدعم من البنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية وصندوق أوبك.
– خفض المخاطر الاستثمارية في قطاع الطاقة عبر أدوات مثل الضمانات الجزئية والتأمين ضد المخاطر السياسية وهياكل التمويل المختلط لزيادة مشاركة القطاع الخاص.
– تعزيز الاستثمار في التقنيات الناشئة مثل تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه وتطوير استخدامات الهيدروكربونات الأكثر استدامة بما يوازن بين تقليل الانبعاثات وتحقيق الأهداف التنموية.
إشادة بمبادرات سعودية رائدة في دعم الطاقة النظيفة
أشاد معالي الوزير بمبادرة “فورورد7″، التي تُعتبر من أبرز مبادرات مبادرة الشرق الأوسط الأخضر. وتهدف هذه المبادرة لتوفير حلول وقود نظيف لملايين المحتاجين حول العالم، حيث تحظى بدعم من شركاء مثل صندوق أوبك للتنمية الدولية والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة.
السعودية تلتزم بمستقبل طاقي مستدام
وأكد الجدعان أن المملكة مستمرة في التعاون مع شركائها الدوليين لتعزيز القدرة والطاقة والقضاء على فقر الطاقة، وذلك ضمن التزامها بمواجهة تغير المناخ. وأشار إلى أن السعودية وضعت هدفًا يتمثل في توليد 50% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، بالإضافة إلى تحقيق الحياد الصفري للانبعاثات بحلول عام 2060 وفقًا لنموذج محدد.
دعوة للتعاون الدولي من أجل تنمية عادلة
اختتم وزير المالية كلمته بالتأكيد على أن فقر الطاقة يُعد تهديدًا يتجاوز الحدود الجغرافية, حيث تسفر تبعاته عن عدم استقرار اقتصادي وضغوط هجرة وأعباء إنسانية متزايدة. ودعا الدول إلى التعاون لتعزيز القدرة كوسيلة فعّالة لضمان تنمية شاملة ومستدامة تستفيد منها جميع الفئات دون استثناء.