تهديد إيراني بإغلاقه.. ما قيمة مضيق “هرمز”

يثير التصعيد العسكري المتزايد والقصف المتبادل بين إسرائيل وإيران قلقًا كبيرًا، خاصة مع وجود احتمال أن تلجأ طهران لاستهداف أو إغلاق مضيق “هرمز” الاستراتيجي. هذا الممر المائي يُعتبر من أهم الطرق لنقل ناقلات النفط في العالم، وقد أشار إسماعيل كوثري، عضو لجنة الأمن في البرلمان الإيراني، في 14 يونيو الحالي، إلى أن إغلاق المضيق قيد الدراسة.

تلا هذا التهديد الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية داخل إيران فجر الجمعة 13 يونيو. وقد أسفرت تلك الضربات عن مقتل قيادات بارزة وعلماء في مجال النووي.

يمتد مضيق “هرمز” بين سلطنة عُمان وإيران، حيث تتقاسمان الرقابة على الحركة التجارية فيه. يُعتبر هذا المضيق ممرًا بحريًا حيويًا يفصل بين مياه الخليج العربي ومياه خليج عُمان وبحر العرب والمحيط الهندي. كما أنه المنفذ البحري الوحيد للعراق والكويت والبحرين وقطر، ويبلغ عرضه 55 كيلومترًا وعمقه 60 مترًا.

يحظى مضيق “هرمز” بأهمية جيوسياسية كبيرة، ويشكل نقطة محورية في العلاقات الدولية التي تؤثر على تطور الأحداث في الشرق الأوسط. يُعد أحد أهم الممرات المائية في العالم لمرور السفن المحملة بالنفط من مناطق الإنتاج الرئيسية في الخليج العربي، حيث تم تصنيفه كواحد من الـ11 مضيقًا حول العالم ذات الأهمية الاقتصادية والعسكرية الكبيرة.

يمر حوالي 40% من الإنتاج العالمي للنفط عبر مضيق “هرمز”، حيث يستوعب ما بين 20 إلى 30 ناقلة نفط يوميًا.

بدأ النشاط التجاري في مضيق هرمز يتزايد منذ نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر، عندما بدأ الأوروبيون يبحثون عن طرق جديدة تصلهم بالشرق الأوسط والهند. لكن البرتغال سعت لتوسيع احتلالها للخليج العربي بهدف السيطرة على حركة التجارة نحو الهند، مما اضطر التجار لاستخدام ممر رأس الرجاء الصالح بدلاً من مضيق هرمز.

استعاد مضيق “هرمز” مكانته التجارية عندما أصبح تحت السيطرة البريطانية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. فقد سعت بريطانيا لإقامة علاقات تجارية مع الهند عبر شركة الهند الشرقية واستخدمت المضيق كطريق لنقل سفنها التجارية.

ازدادت أهمية المضيق بشكل ملحوظ عند افتتاح قناة “السويس” عام 1814، حيث تم ربط البحر الأبيض المتوسط بالخليج العربي بشكل مباشر. وهذا الربط أتم وصل أوروبا بآسيا وإفريقيا عبر البحر.

كما زادت أهمية المضيق بعد اكتشاف النفط في منطقة الخليج العربي، ليصبح موضع تنافس استراتيجي بين القوى الكبرى. تنافست هذه الدول للسيطرة عليه ونشر قواعدها العسكرية فيه، بدءًا من الاتحاد السوفييتي السابق وصولاً إلى الولايات المتحدة التي سعت لتوسيع أساطيلها البحرية في مياه المحيط الهندي والخليج العربي. وعززت الولايات المتحدة علاقاتها السياسية والتجارية والعسكرية مع دول المنطقة لحماية مصالحها والإشراف على طرق إمداد النفط انطلاقًا من مضيق هرمز الذي تُعتبره جزءًا أساسيًا من أمنها الوطني.

وفقًا للقانون الدولي الخاص بترسيم الحدود، يخضع مضيق “هرمز” لقانون بعرف بـ “” (المياه الدولية)، مما يعني أنها منطقة لا تتبع السيادة الإقليمية لأي دولة ولا يحق لأي دولة التحكم بأي جزء منه. وبالتالي فإن إغلاقه يعد انتهاكًا للقوانين الدولية.