أصدرت المحكمة الألمانية حكمًا بالسجن المؤبد على الطبيب السوري علاء موسى، الذي وُجهت إليه تهم تتعلق بجرائم تعذيب وقتل، بعد محاكمة استمرت ثلاث سنوات ونصف.
ممكن يعجبك: “بطولة شاروخان” تابع فيلم Dunki مترجم كامل hd علي موقع ايجي بست
وفي تقرير لها اليوم الاثنين 16 يونيو، ذكرت صحيفة ألمانية أن محكمة “فرانكفورت الإقليمية العليا” قضت بإدانة موسى بارتكابه جرائم ضد الإنسانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المحكمة رأت أن ذنب المتهم كبير للغاية، مما أدى إلى إصدار قرار بحبسه احتياطيًا.
وخلال جلسة النطق بالحكم، أوضح رئيس المحكمة القاضي كريستوف كولر أن “الجرائم التي ارتكبها علاء موسى أدت إلى إصابة تسعة أشخاص بجروح بدنية ونفسية خطيرة، بالإضافة إلى مقتل اثنين”.
وقد أصدرت المحكمة حكمها بعد محاكمة استغرقت حوالي ثلاث سنوات ونصف ضد الطبيب السوري.
كانت الشرطة الألمانية قد ألقت القبض على موسى في 19 يونيو 2020، بتهمة تعذيب المعتقلين وإيذائهم جسديًا خلال فترة عمله كطبيب في سوريا.
وبدأت أولى جلسات المحاكمة بتاريخ 19 ديسمبر 2022 أمام محكمة فرانكفورت الإقليمية العليا في غرب ألمانيا، وانتهت اليوم بالحكم النهائي.
وحشية وتعذيب
تشير الشهادات إلى تورط علاء موسى في أعمال عنف جنسي وتعذيب وقتل مدنيين في مستشفى حمص العسكري وفرع المخابرات العسكرية في المدينة.
وكان آخر تلك الشهادات قد أُدلي بها في يوليو 2024 من قبل شاهد عمل مع موسى في المستشفى ذاتها عام 2011. حيث قدم معلومات دقيقة حول سوء معاملة المرضى المعتقلين داخل غرف العمليات والطوارئ والعناية المركزة.
وذكر الشاهد أن قسم الجراحة كان يشهد وجود جنود تابعين للنظام يمنعون دخول أي شخص لم يكن اسمه موجودًا ضمن قائمة معدة مسبقًا. وفق ما نقل موقع “”، خلال جلسة المحاكمة التي تم فيها تقديم هذه الشهادة.
وكان المعتقلون المرضى مقيدين بأسِرّتهم ومعصوبي الأعين، ويمرون بتجربة تعذيب وحشية تتضمن الضرب والصدمات الكهربائية. كما سمع الشاهد أصوات صرخات المعتقلين الذين عانوا من الجوع والعطش وكانوا في حالة صحية متدهورة.
في بعض الأحيان، كانت أكياس قسطرة البول للمرضى مليئة ومغلقة مما تسبب لهم بآلام إضافية.
وأشار الشاهد أيضًا إلى أنه شهد موسى يستخدم أنبوب القسطرة لضرب المرضى.
مقال مقترح: تحذير الصين لكوريا: لا تصدري مكونات دفاعية لأميركا
وفي حادثة أخرى، أُحضر شخص إلى غرفة الطوارئ وهو معصوب العينين ومقيد اليدين والقدمين، برفقة جندي وممرضة. حيث قام علاء موسى بضربه على وجهه ثم استخدم أنبوب القسطرة ليضربه على رأسه ويهينه بشدة.
وفي حالة ثالثة، أفاد الشاهد بوجود طفل يبلغ من العمر 14 عامًا أحضره جنديان إلى غرفة الطوارئ بينما كان الطفل يصرخ من الخوف ويحاول الهروب منهما. ثم قام علاء موسى بسكب محتويات زجاجة كحول على بنطال الطفل وأشعل النار فيه بينما أخمدها الجندي لاحقًا بحسب رواية الشاهد.
الشاهد الذي أدلى بهذه المعلومات كان يرتدي “باروكة شعر” رمادية ونظارات وجلس بعيدًا بمسافة أربعة أمتار فقط عن موسى. ولم تكشف المحكمة عن تفاصيل هويته الشخصية خوفًا من تعرضه أو الأشخاص المقربين منه لأي تهديدات محتملة.
طبيب وعميل لـ“المخابرات”
عمل علاء طبيبًا في سجن تابع للمخابرات العسكرية بمدينة حمص عام 2011. كما شغل منصب طبيب وعامل في جهاز المخابرات بمستشفى “المزة العسكري” رقم “60” المعروف باسم “المسلخ البشري”، حيث تم التقاط صور تشير إليها بـ”قيصر”.
ويعود اسم “قيصر” إلى الضابط السوري المنشق عن النظام الذي سرّب 55 ألف صورة لــ11 ألف معتقل قتلوا تحت التعذيب عام 2014. وقد أكد مكتب التحقيق الفيدرالي (FBI) صحة هذه الصور التي أثارت ضجة عالمية آنذاك.
يعتبر الطبيب موسى متورطًا بشكل مباشر في العنف الجنسي والتعذيب وقتل المدنيين داخل المستشفى العسكري وفرع المخابرات العسكرية بحمص.
وحسب أمر توقيف الطبيب، فإنه وفي نهاية أبريل 2011 بدأت قوات النظام السوري باستخدام “القوة الوحشية” لقمع جميع أشكال الاحتجاج ضد سياساته. ولعبت المخابرات السورية دوراً أساسياً في ذلك بهدف إنهاء الحركة الاحتجاجية بأسرع ما يمكن وتخويف السكان المحليين.
نتيجة لذلك، تم القبض على العديد من الشخصيات المعارضة واحتجازهم وتعذيبهم وقتلهم في مختلف أنحاء سوريا وفقاً لما ورد في بيان أمر التوقيف الخاص بالطبيب.
خلال فترة عمله كطبيب في سجن المخابرات العسكرية بمدينة حمص بين 23 أكتوبر و16 نوفمبر 2011, تعرض أحد المعتقلين الذين شاركوا بمظاهرة (ويدعى محمود من مدينة حمص) لجلسة تعذيب أسفرت عن إصابته بنوبة صرع. وعندما طلب أحد زملائه المعتقلين إبلاغ الطبيب بالحادثة, جاء موسى وضرب المعتقل بأنبوب بلاستيكي واستمر بضربه وركله على رأسه حتى تأزم وضعه الصحي بشكل أكبر.
وفي اليوم التالي, عندما طلب المعتقل المصاب الرعاية الطبية, جاء موسى برفقة طبيب آخر وقام كلاهما بضرب المحتجز مرة أخرى بأنبوب بلاستيكي حتى فقد وعيه ولم يعد قادرًا على المشي, وتم نقله بعيداً بواسطة حراس حتى توفي بسبب تلك الإصابات اللاحقة.”
ومع بدء ملاحقته ومواجهته بالتهم الموجهة إليه, دافع موسى عن نفسه نافياً ما اتُّهم به.
مرتبط
اقرأ كمان: فرصة عمل جديدة: سجل الآن في برنامج حافز المطور 1446