محيطات الأرض تواجه تهديد الحموضة المتزايدة وفق دراسة جديدة

كشفت دراسة حديثة عن تحول خطير في صحة محيطات الأرض، نتيجة الارتفاع الكبير في مستويات حموضتها. يؤكد العلماء أن هذه المحيطات أصبحت أكثر حمضية بشكل ملحوظ، مما أدخلها منطقة الخطر منذ عام 2020، وهو ما يعكس أسوأ الظروف التي شهدتها على مر السنين. الدراسة، التي نشرت في مجلة “علم الأحياء للتغير العالمي”، تشير إلى أن الحرق المستمر للوقود الأحفوري وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون قد أسهمت بشكل كبير في هذه الظاهرة.

رفع مخاطر البيئة البحرية

يعتبر التحمض أزمة تهدد الحياة البحرية والأنظمة البيئية، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المجتمعات البشرية الساحلية التي تعتمد على محيطات صحية لضمان بقائها. النتائج التي توصل إليها الباحثون تشير إلى أن مستويات الحموضة تراجعت بنسبة 19% عن المستويات الصناعية السابقة، مما يثير تساؤلات حول استقرار النظم البيئية البحرية.

آلية تحمض المحيطات

تتجلى خطورة هذه الظاهرة في الطريقة التي تتفاعل بها المحيطات مع ثاني أكسيد الكربون؛ إذ يتحول الغاز إلى حمض الكربونيك عند ذوبانه في المياه، مما يؤدي إلى انخفاض الرقم الهيدروجيني ويؤثر سلبًا على الحياة البحرية. الشعاب المرجانية والمحاريات تعد من بين الأنواع الأكثر عرضة للتأثر، حيث تعتمد على كربونات الكالسيوم لتشكيل هياكلها.

التداعيات الاقتصادية والاجتماعية

تزداد المخاوف بين العلماء من أن التغيرات في مستويات الحموضة قد تؤدي إلى عواقب خطيرة على اقتصادات المناطق الساحلية. يُعتبر هذا الوضع بمثابة قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار البيئي وقد تترك آثارًا اجتماعية واقتصادية كبيرة على المجتمعات التي تعتمد على المحيطات.

كما حذروا من أن التحولات في الأنظمة البيئية قد تؤدي إلى تدهور التنوع البيولوجي، مما يؤثر سلبًا على الأمن الغذائي لكثير من الناس. إن استمرار هذه الظاهرة قد ينذر بفترة صعبة إذا لم يتم اتخاذ خطوات فعالة لمعالجة هذه المشكلة الحرجة.