الاقتصاد نيوز متابعة
مواضيع مشابهة: ارتفاع مؤشر ثقة المستهلكين الأمريكيين خلال حزيران الحالي
تتفاقم أزمة الشرق الأوسط لتطال البنية التحتية للطاقة في إيران، حيث شنت إسرائيل هجوماً على حقل غاز عملاق في الخليج، مما يُنذر بمزيد من الاضطرابات في الأسواق.
الهجوم الإسرائيلي الذي وقع يوم السبت أسفر عن انفجار مدوي واندلاع حريق في منشأة معالجة الغاز الطبيعي المرتبطة بحقل “بارس الجنوبي” الإيراني الضخم. وقد أدى الهجوم على محطة المعالجة البرية للمرحلة 14 إلى إغلاق منصة إنتاج في الحقل، وفقاً لتقرير صادر عن وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء.
مواضيع مشابهة: العراق ثالث أكبر دولة عربية مصدرة للنفط بحراً
جبهة جديدة للصراع قد تثير تقلبات
يُعتبر استهداف أصول الطاقة جبهة جديدة ضمن الصراع المتصاعد، الذي بدأ يوم الجمعة عندما شنت إسرائيل سلسلة من الهجمات التي استهدفت البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية. ورغم أن الأضرار التي لحقت بمنشأة الغاز قد تقتصر آثارها على نظام الطاقة المحلي الإيراني، إلا أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى مزيد من التقلبات في أسعار العقود المستقبلية للنفط عند استئناف التداول بعد عطلة نهاية الأسبوع في الأسواق العالمية.
يعزز هذا الهجوم المخاطر التي تهدد البنية التحتية النفطية في إيران، وهي ثالث أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، فضلاً عن الشحنات من مناطق أخرى في المنطقة. شهدت أسعار النفط الخام الأمريكي ارتفاعاً بنحو 14% يوم الجمعة، قبل أن تستقر قرب 73 دولاراً للبرميل.
قال ريتشارد برونز، الرئيس المعني بالأوضاع الجيوسياسية في شركة الاستشارات “إنرجي أسبكتس” (Energy Aspects): “سيكون لهذا الهجوم تأثير كبير جداً”. وأضاف: “يبدو أننا دخلنا مرحلة تصعيدية”، موضحاً أنه ستكون هناك “تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل ستستهدف المزيد من البنية التحتية للطاقة الإيرانية”.
حقل “بارس الجنوبي” هو أكبر حقل غاز في العالم، ويُشترك فيه مع جارتها قطر، حيث يُعرف هناك باسم حقل الشمال. يُستخدم غاز إيران بشكل رئيسي للاستهلاك المحلي ولا يتم تصديره بشكل واسع، إذ يوفر هذا الحقل ما يقرب من ثلثي إمدادات البلاد.
وفقاً لما أفادت به وكالة تسنيم، فإن الحريق الذي نشب في منشأة المرحلة 14 أدى إلى توقف الإنتاج من إحدى منصاتها البحرية، والتي كانت تنتج حوالي 12 مليون متر مكعب يومياً. وأضافت الوكالة أن رجال الإطفاء تمكنوا من منع انتشار الحريق إلى وحدات أخرى.
كما أفادت تسنيم باندلاع حريق منفصل أيضاً في مصنع غاز “فجر جم”، الذي يعالج الوقود المستخرج من حقل “بارس الجنوبي”، بالإضافة إلى حقلي “نار” و”كانجان”، والذي يُعد واحداً من أكبر منشآت المعالجة في إيران.
تدهور صناعة الطاقة الإيرانية المضطربة
يمكن أن تؤدي هذه الضربات إلى تفاقم حالة صناعة الطاقة الإيرانية المضطربة بالفعل. تعاني البلاد حالياً من أحد أسوأ انقطاعات الكهرباء منذ عقود، مما أثر سلبًا على قطاعات واسعة من الاقتصاد ودفع الدولة الغنية بالموارد الطبيعية نحو أزمة أعمق. وتقدر غرفة التجارة والصناعة والمناجم والزراعة الإيرانية تكلفة انقطاعات الكهرباء بنحو 250 مليون دولار يومياً.
قال برونز: “تبحث إسرائيل عن أهداف اقتصادية؛ لكنها تحاول على الأقل حالياً الحد من تأثيرها والآثار المترتبة على الأسواق الدولية” لتجنب إثارة استياء حلفائها.
لم يتم تقديم سبب رسمي للحريق في مصنع “فجر جم”، لكن التقييمات الأولية أشارت إلى احتمال وقوع هجوم بطائرات مسيرة معادية، وفقاً لوكالة تسنيم.
شبكة إيران من مصانع الغاز والكيماويات
طورت إيران شبكة واسعة تضم مصانع معالجة الغاز والكيماويات قرب ميناء عسلوية على الساحل الجنوبي للبلاد. تعتبر هذه المرافق المرتبطة بمواقع الإنتاج البحرية ضرورية أيضاً لتصدير المكثفات، وهي سوائل خفيفة تشبه النفط تُنتج عادةً مع الغاز. وتقوم إيران بشحن المكثفات بشكل رئيسي إلى الصين.
على الرغم من أن إيران تصدر بعض الغاز إلى العراق وقامت بشحنه إلى تركيا سابقًا، إلا أنها لم تتمكن أبداً من تأمين الاستثمار اللازم لإكمال محطات الغاز الطبيعي المسال التي ستسمح لها بتصدير الوقود بكميات كبيرة.
وصف خورخي ليون، المحلل لدى شركة “ريستاد إنرجي إيه إس” (Rystad Energy A/S)، والذي عمل سابقًا مع أمانة أوبك، الهجوم الذي وقع يوم السبت بأنه “تصعيد كبير”.
وقال ليون إن “هذا ربما يكون أهم هجوم على البنية التحتية للنفط والغاز منذ هجوم بقيق”، مشيراً بذلك إلى الهجوم الذي وقع عام 2019 والذي تسبب في تعطيل مؤقت لإحدى محطات معالجة النفط الكبرى في السعودية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على