سلط ارتفاع أسعار النفط بنسبة 8% بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران الضوء على الحاجة الملحة للتعامل مع اختلال محتمل في أسواق النفط، في ظل تصاعد واضح لمخاطر اندلاع صراع واسع النطاق. وقد ترتفع علاوة مخاطر النفط إلى ذروة المتوسط عند 22.5 دولاراً للبرميل، ليصل سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 90 دولاراً في المدى القريب. أما على المدى البعيد، فقد يؤدي رفع “أوبك+” الإنتاج وتباطؤ الطلب العالمي إلى انخفاض سعر خام غرب تكساس إلى 40 دولاراً.
النفط قد يلامس 90 دولاراً مع ارتفاع علاوة مخاطر الخام
من نفس التصنيف: البتكوين ينخفض مع تصاعد التوترات الاقتصادية ومخاوف التضخم
يُبرز ارتفاع علاوة مخاطر النفط التي بلغت 6.12 دولار للبرميل مقارنةً بسالب 6.82 دولار قبل أسبوع تزايد حاجة أسواق الطاقة للتحرك العاجل لمواجهة صراع جديد في الشرق الأوسط، وما قد ينتج عن ذلك من مخاطر تؤثر على تدفق النفط عبر مضيق هرمز. ورغم أن التوترات في المنطقة مستمرة منذ عام 2023، إلا أن الهجوم الأخير يأتي في ظل وضع اقتصادي عالمي هش بدرجة ما.
بلغ متوسط علاوة مخاطر الخام 8.65 دولار خلال الفترة ما بين يناير 2017 ويونيو 2025، بينما وصلت ذروة المتوسط عند 22.5 دولاراً في معظم الحالات. وإذا استندنا إلى التاريخ، فقد يرتفع سعر خام غرب تكساس ليصل إلى 90 دولاراً للبرميل.
نتوقع أن تؤثر الغارات الإسرائيلية على أسعار النفط بشكل مؤقت فقط؛ إذ تشكل سياسة “أوبك+” للإنتاج والطلب العالمي المحركين الرئيسيين للأسعار على المدى الطويل، وكلاهما يُشير إلى اتجاه هبوطي.
مواضيع مشابهة: – ترامب قد يلجأ الجمعة للمحكمة العليا الأميركية لإلغاء حكم تجميد الرسوم الجمركية
الصراع يبقى مضيق هرمز بؤرة توتر لإمدادات النفط
يزيد تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران من خطر شبه دائم يتمثل في تعطل شحنات النفط المارة عبر مضيق هرمز، الذي يُعتبر ممراً رئيسياً يعبره نحو 26% من تجارة النفط العالمية. إن تصاعد المخاطر الجيوسياسية ينذر بحدوث اضطرابات في إمدادات النفط وتقلب كبير في الأسعار.
رفع الإنتاج في أغسطس قد يفاقم تخمة المعروض
يُعتبر قرار “أوبك+” برفع الإنتاج في يوليو بمقدار يصل إلى 411 ألف برميل يومياً والذي جاء كاستمرار لزيادات الإنتاج الشهرية السابقة من أبريل حتى يونيو إشارة إلى تحول في سياسة الإنتاج. ترى الدول الأعضاء الكبرى في التحالف أن هذا القرار خطوة ضرورية لضغط الأعضاء غير الممتثلين مثل كازاخستان والعراق للالتزام بحصص الإنتاج، وكذلك لإحباط جهود منتجي النفط الصخري الأمريكي لاستعادة السيطرة على السوق.
مع ذلك، فإن هذا القرار قد يُهدد بتفاقم تخمة المعروض ويؤثر سلبياً على الأسعار التي تتعرض بالفعل لضغوط بسبب سياسة الولايات المتحدة التجارية. وقد أدت زيادة الإنتاج خلال أبريل ومايو إلى انخفاض سعر خام غرب تكساس بنسبة 15% بين الأول من أبريل و30 مايو.
يمكن أن تؤدي زيادة كبيرة أخرى في الإنتاج خلال أغسطس إلى إغراق أسواق النفط بالإمدادات ودفعها نحو حافة حرب أسعار شاملة. وفقًا لأسوأ السيناريوهات، قد ينخفض سعر خام غرب تكساس ليصل إلى حوالي 40 دولاراً للبرميل في النصف الثاني من العام رغم النزاع القائم في الشرق الأوسط.
فائض المعروض قد يرتفع في الربع الثالث مع تسوية النزاع في الشرق الأوسط
من المحتمل أن تستمر “أوبك+” برفع الإنتاج حتى أغسطس وما بعده بعد زيادات الإنتاج الشهرية منذ أبريل وحتى يوليو؛ مما يعني مواجهة الأسواق لفائض يصل إلى 600 ألف برميل يومياً خلال الربع الثالث و850 ألف برميل يومياً خلال الربع الرابع. قد يدفع عدم امتثال كازاخستان والعراق بالحصص التحالف للاستمرار في زيادة الإنتاج.
رغم ذلك، إذا انخفضت أسعار النفط إلى ما بين 40 و50 دولاراً للبرميل وهو متوسط عتبة الربحية لمنتجي النفط الصخري الأمريكي فقد يتراجع إنتاج الولايات المتحدة من النفط مما سيساهم في إعادة التوازن للسوق. بينما تبقى الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط مصدر ضبابية حول أسعار النفط على المدى القصير، تظل سياسة “أوبك+” للإنتاج العامل الرئيسي المؤثر على الأسعار على المدى الطويل.
يشير نموذج التوقعات إلى أن مخزونات النفط قد تستمر بالارتفاع خلال النصف الثاني من العام؛ وإذا ارتفعت المخزونات المماثلة لدى الولايات المتحدة بما يشمل الخام والديزل والبنزين بنسبة تصل إلى 10% لتصل إلى 850 مليون برميل بحلول منتصف مايو وسط وفرة العرض، فقد ينخفض السعر العادل لخام غرب تكساس ليصبح حوالي 40 دولاراً للبرميل.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على