مع تصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وإيران، بدأت الأسواق العالمية تشهد اضطرابًا حادًا، خاصة في قطاع الطاقة، حيث سجلت أسعار النفط قفزات ملحوظة فور الإعلان عن اندلاع المواجهات العسكرية المباشرة بين البلدين، وتترقب الأسواق العالمية بقلق بالغ السيناريوهات المحتملة لتصاعد الصراع في واحدة من أكثر المناطق حساسية على خارطة إنتاج ونقل النفط.
مقال مقترح: الاخضر يسجل ارتفاع مفاجئ .. سعر الدولار اليوم الخميس 12 يونيو 2025 فى جميع البنوك المصرية والسوق السوداء
كبار منتجي النفط عالميًا
ومن جانبهم، أكد خبراء سوق المال أن إيران باعتبارها من كبار منتجي النفط في منظمة أوبك، تملك مفاتيح تأثير ضخمة على سوق الطاقة العالمي، ليس فقط بفضل احتياطاتها الكبيرة، بل أيضًا من خلال موقعها الجغرافي الاستراتيجي على مضيق هرمز الذي تمر عبره نسبة تقارب خمس التجارة العالمية من النفط، ومع اندلاع الحرب عاد شبح إغلاق المضيق أو استهداف ناقلات النفط إلى الواجهة، وهو ما دفع الأسعار إلى التحرك سريعًا نحو الأعلى.
القلق الأكبر ينبع من احتمال تطور المواجهة إلى حرب إقليمية
وأضاف الخبراء أن القلق الأكبر ينبع من احتمال تطور المواجهة إلى حرب إقليمية أوسع، خاصة مع وجود حلفاء لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن الذين قد يتحركون لتهديد منشآت نفطية في الخليج أو استهداف ممرات الشحن كما حدث في السابق، مثل هذا التصعيد سيضع السوق العالمي أمام سيناريو انكماش العرض في وقت لا تزال فيه الإمدادات العالمية تعاني من آثار النزاع الروسي الأوكراني وقيود إنتاجية من بعض الدول المنتجة.
مواضيع مشابهة: ارتفاع قيمة شهادات الإيداع في البورصة للبنك التجاري ومجموعة أى أف جى
سجل خام برنت ارتفاعًا حادًا منذ الساعات الأولى للصراع
جدير بالذكر أن خام برنت سجل ارتفاعًا حادًا منذ الساعات الأولى للصراع واقترب في بعض الأوقات من حاجز المئة دولار للبرميل وسط تداولات مضطربة يغلب عليها الحذر.
وتضاعف تأثير الحرب على الأسواق مع التلويح الإيراني بإمكانية استخدام ورقة النفط كورقة ضغط استراتيجية إما من خلال تقليص صادراتها أو تهديد تدفق النفط الخليجي إلى الأسواق العالمية.
ارتفاع أسعار النفط وتداعيات التصعيد
كما أن الدول المستهلكة الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين بدأت تستشعر تداعيات التصعيد حيث تخشى أن يتسبب ارتفاع أسعار النفط في موجة جديدة من التضخم تُهدد تعافي الاقتصادات الكبرى بعد سنوات من الأزمات، كما أن عودة أسعار الوقود إلى الارتفاع في أوروبا وآسيا قد تضغط على السياسات النقدية وتُرغم البنوك المركزية على إعادة النظر في توجهاتها بشأن خفض أسعار الفائدة.