الأسواق ترتجف، الصراع الإسرائيلي الإيراني يربك البورصات ويشعل المخاوف العالمية

أوضح خبراء سوق المال أن اندلاع الحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران شكل صدمة قوية للأسواق المالية العالمية، التي لم تكن قد تعافت بالكامل بعد من آثار الأزمات المتتالية، بدءًا من جائحة كورونا وصولاً إلى الأحداث الراهنة، ومع إطلاق أولى الصواريخ وتبادل الضربات، كان رد فعل البورصات العالمية سريعًا وحادًا، حيث بدأت مؤشرات الأسهم في التراجع وسط موجات بيع واسعة قادها الذعر وعدم اليقين.

المستثمرون لا يحبون المفاجآت

عادةً ما يفضل المستثمرون تجنب المفاجآت، وخاصة تلك ذات الطابع الجيوسياسي، ومع تصاعد الحرب بين قوتين لهما تأثيرات إقليمية واسعة وتحالفات معقدة، ارتفعت درجة الخطر في نظر الأسواق المالية؛ فالمخاوف لا تتعلق فقط بامتداد النزاع إلى دول أخرى، بل تشمل أيضًا التأثيرات الاقتصادية غير المباشرة المحتملة مثل ارتفاع أسعار النفط واضطرابات سلاسل التوريد ومخاطر تضخمية إضافية.

انخفاضات فورية مع بداية التصعيد

سجلت البورصات الأمريكية والأوروبية انخفاضات فورية عند بداية التصعيد، وسط هروب جماعي نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والسندات الأمريكية.

كما شهدت الأسواق الآسيوية اضطرابًا ملحوظًا، خاصة في اليابان وكوريا الجنوبية، حيث زادت المخاوف من تكرار سيناريوهات أزمات إقليمية قد تؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين وتعطل تدفقات التجارة.

أكثر القطاعات تضررًا من الحرب الإيرانية الإسرائيلية

كان قطاع التكنولوجيا من أكبر المتضررين أيضًا؛ إذ يُعتبر شديد الحساسية تجاه التحولات الاقتصادية، كما أن العديد من شركاته تعتمد على استقرار حركة التجارة العالمية. وفي المقابل، بدأت أسهم شركات الطاقة والدفاع تسجل مكاسب قوية استجابة للطلب المتزايد على النفط والتسلح في أوقات الحروب.

تأثير الحرب على الأسواق الناشئة

بالإضافة إلى ذلك كانت الأسواق الناشئة من بين الأكثر هشاشة، خاصة تلك التي تعتمد على استيراد الطاقة. فقد دفع ارتفاع أسعار النفط نتيجة التوتر في الخليج المستثمرين إلى سحب رؤوس أموالهم منها خشية اتساع عجز الحساب الجاري أو انخفاض قيمة العملة مما قد يُهدد استقرار هذه الاقتصادات.

وأكد خبراء سوق المال أن التوقعات مرتبطة بدرجة تصاعد أو احتواء الأزمة؛ فإذا اتسع نطاق الحرب ليشمل تدخل أطراف إقليمية أخرى مثل حزب الله أو مليشيات موالية لإيران في اليمن والعراق، فقد نشهد موجة تصحيح كبرى في الأسواق العالمية خصوصًا إذا تعطلت ممرات النفط أو استُهدفت البنى التحتية للطاقة في الخليج.