كيف تحول شكل الجنيه الورقي 10 مرات خلال 126 عاما؟

تغير شكل الجنيه في مصر عدة مرات على مدار 126 عامًا، من خلال إصدارات متعددة له.

كانت البداية مع أول جنيه مصري عام 1899، والذي عُرف بجنيه الجملين، حيث تم إصدار هذه النسخة الأولى في يناير من نفس العام، وكان مقاسه حوالي 81 في 158 مم.

من عام 1924 حتى عام 1926، أُعلنت مصر مملكة مستقلة، وتم تنصيب السلطان أحمد فؤاد الأول ملكًا عليها، وضُربت النقود باسمه في دور الضرب البريطانية. وقد حمل الجنيه المضروب في عهده عام 1924 صورة لجمل وبدو أمام أسوار القاهرة، وعلى ظهر الورقة زخارف هندسية يتوسطها اسم البنك الأهلي المصري والفئة النقدية التي تمثلها.

بين عامي 1926 و1930، وفي عهد الملك فؤاد الأول، صدرت أول عملة مصرية تحمل صورة شخص وهو عم إدريس؛ فأطلق عليها الشعب لقب جنيه الفلاح. وقد تميز هذا الجنيه بصورة لوجه فلاح مصري (إدريس) على أحد وجهيه بينما حمل الوجه الآخر صورة لجامع.

ثم في عام 1930 شهدت أوراق النقد المصري تغييرًا جديدًا حيث تم وضع العلامة المائية لأول مرة على الأوراق النقدية؛ وذلك للحيلولة دون تزييفها بدلاً من الاعتماد فقط على تعقيد الألوان. وفي 23 أبريل من نفس العام كان أول استخدام للعلامة المائية عندما أصدر البنك الأهلي المصري نموذجًا جديدًا للورقة النقدية من فئة الجنيه مطبوعًا عليها العلامة المائية لأبي الهول، حيث يحمل أحد وجهيها صورة تمثال الملك بينما يحمل الوجه الآخر صورة جامع المنصور قلاوون.

في مايو من العام 1952 كان للمصريين موعد آخر مع تغيير شكل الجنيه حيث وُضعت صورته ليصبح أول حاكم مصري يظهر على العملة؛ إذ أصدر البنك الأهلي نسخة جديدة من الجنيه في 15 مايو تحمل الشكل الجديد وصورة الملك وكانت مقاسات الجنيه آنذاك كما هي في عهد والده الملك فؤاد.

من عام 1952 حتى عام 1963 وفي أثناء حكم الرئيس محمد نجيب عاد شكل الجنيه إلى التصميم الذي حمله في عام 1950 ولكن مع وضع صورة الملك توت عنخ آمون بدلًا من صورة الملك فاروق الأول. وفي مايو من نفس العام أصدر البنك ورقة جديدة من فئة الجنيه تحمل على أحد وجهيها صورة تمثال الملك توت عنخ آمون وعلى الوجه الآخر صورة معبد إيزيس بجزيرة فيلة.

ثم اكتمل تمصير الجنيه عام 1960 بعد إصدار قانون بقرار جمهوري ينص على إنشاء البنك المركزي المصري ومنحه حق إصدار أوراق النقد المصرية. وفي عام 1963 خلال حكم الرئيس جمال عبد الناصر ظهر إصدار آخر للجنيه مطبوع عليه علامة النسر المائية ومرسوم عليه وجه الملك توت عنخ آمون بينما يحمل الظهر زخارف وخطوط هندسية متداخلة والفئة النقدية مكتوبة باللغة الإنجليزية. لكن هذا الإصدار صدر هذه المرة عن البنك المركزي المصري وليس عن البنك الأهلي المصري.

في أواخر عام 1968 بدأ البنك المركزي باستخدام الخيط المعدني كوسيلة لضمان عدم التزييف وكذلك استخدام رأس تمثال الكاتب المصري القديم كعلامة مائية لأوراق النقد المصرية. وقد صدرت ورقة جديدة من فئة الجنيه تحمل على أحد وجهيها صورة لمسجد قايتباي محاطة بزخارف عربية بينما يحمل الوجه الآخر جزءاً من واجهة معبد أبو سمبل الكبير وبجانبه رسم لواجهة المعبد الصغير وزخارف فرعونية أعلى الورقة.

ثم في عام 1979 صدر إصدار جديد للجنيه ووضعت عليه صورة لمسجد السلطان قايتباي وكان مقاسه آنذاك يبلغ 70 في 140 مم.

وفي عام 2016 خلال عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أجريت تعديلات على شكل الجنيه وأضيفت علامات مائية للتأمين وظلت مقاسات الجنيه كما هي دون تغيير حتى يومنا الحالي. ومؤخرًا تم إصدار جنيه معدني أصبح متاحاً الآن ومنتشراً بشكل أكبر مقارنة بالعملة الورقية لفئة الجنيه المصري.