الاقتصاد نيوز — بغداد
تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتأثيرها على النفط
في ظل التصعيد المستمر للتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بين الولايات المتحدة وإيران، تزداد المخاوف من احتمال تعرض الممرات البحرية التجارية في الخليج العربي لتهديد مباشر. هذا الوضع قد يؤثر بشكل كبير على صادرات النفط، خصوصًا بالنسبة للدول التي تعتمد بشكل شبه كلي على هذه الممرات الحيوية مثل العراق.
تحذيرات أمريكية من السفر إلى العراق
في وقت سابق، ذكرت وكالة رويترز أن السفارة الأميركية في العراق تستعد لإخلاء رسمي بسبب تصاعد المخاطر الأمنية. حيث حذرت وزارة الخارجية الأمريكية مواطنيها من السفر إلى العراق، والذي لا يزال مصنفاً ضمن “المستوى الرابع – لا تسافر”، نظراً لتصاعد التوترات الإقليمية.
إجراءات الإخلاء وتعليمات السفر
جاء في التحديث الرسمي أن الوزارة أمرت بمغادرة الموظفين الحكوميين الأمريكيين غير الأساسيين من سفارة الولايات المتحدة في بغداد. وقد اعتبرت أن المواطنين الأمريكيين في العراق يواجهون مخاطر مرتفعة تشمل العنف والاختطاف. كما أشارت الوزارة إلى منع موظفي الحكومة في بغداد من استخدام مطار بغداد الدولي.
التحديات الاقتصادية للعراق في تصدير النفط
يواجه العراق تحديات مستمرة في تصدير نفطه عبر ميناء جيهان التركي، وذلك بسبب توقف الأنبوب الناقل من إقليم كردستان منذ مارس/آذار 2023. جاء ذلك بعد صدور حكم من محكمة التحكيم الدولية في باريس لصالح تركيا، يُلزم العراق بوقف تصدير النفط الكردي دون تنسيق مع الحكومة الاتحادية. هذا القرار أدى إلى تعليق تدفق النفط من الخط، مما تسبب بخسائر اقتصادية ملحوظة للطرفين وسط جهود سياسية وقانونية لم تُثمر حتى الآن في استئناف الضخ.
استراتيجية التنويع لتصدير النفط
وفي هذا السياق، أكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية، مظهر محمد صالح، أن تنويع خطوط تصدير النفط أصبح خيارًا استراتيجيًا لا يمكن تأجيله. يأتي ذلك في ظل التقلبات المستمرة التي تشهدها الجغرافيا السياسية.
أهمية خط جيهان رغم التحديات
على الرغم من ما يعانيه خط جيهان من تقادم فني وأضرار سابقة، بالإضافة إلى الخلاف القانوني المستمر مع أنقرة، يرى صالح أنه لا يزال يشكل خيارًا ضروريًا حال حدوث أزمة كبرى في منطقة الخليج. خاصةً أن طاقته التصديرية الحالية تصل إلى أقل من مليون برميل يوميًا، مما يعني إمكانية تفعيله جزئيًا خلال حالات الطوارئ.
التبعات الاقتصادية للاعتماد على الخليج
وأضاف مستشار رئيس الوزراء أن الخليج يبقى المجال الحيوي الأهم لصادرات النفط العراقية، حيث يتم تصدير نحو 70% من الخام عبر هذه الممرات باتجاه أسواق آسيا. لكن الاعتماد على هذا المسار الوحيد يجعل العراق عرضة لتأثيرات أي تصعيد عسكري أو سياسي في المنطقة، مما يستدعي تفكيرًا اقتصاديًا وأمنيًا موسعًا لفتح منافذ بديلة ومتنوعة لتصدير النفط.
من نفس التصنيف: زيادة ملحوظة في صادرات العراق النفطية إلى أمريكا
تحذيرات الخبراء حول النزاعات المحتملة
من جهته، حذر الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي من تداعيات اندلاع أي صراع مسلح بين واشنطن وطهران. مؤكدًا أن ذلك قد يؤدي إلى إغلاق الممرات البحرية وتدمير منصات تصدير النفط وارتفاع كبير في تكاليف النقل والتأمين؛ ما سينعكس سلباً على الإمدادات النفطية وأسعار السوق العالمية.
دعوة للإسراع باستئناف الصادرات عبر خط جيهان
وأوضح المرسومي عبر منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي أن دول الخليج المصدرة ستكون الأكثر تضررًا نظرًا لاعتمادها الكبير على ممرات بحرية محدودة. كما أكد أن البلدان التي لا تمتلك منافذ تصديرية بديلة ستكون الأكثر هشاشة حال وقوع أزمة. واختتم المرسومي بالتأكيد على ضرورة إحياء خط جيهان؛ إذ بات أمرًا ملحّاً أكثر من أي وقت مضى. داعيًا إلى الإسراع باستئناف الصادرات عبر هذا الخط لما يمثله من عامل أمان اقتصادي واستراتيجي أمام التطورات المتسارعة التي قد تهدد الأمن النفطي في المنطقة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على