عبّر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، عن قلقه بشأن سلامة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، حيث قال: “نحن بحاجة إلى تنسيق نظام حماية حول الشرع”.
وفي مقابلة له مع موقع ““ بتاريخ الثلاثاء 10 من يونيو، أوضح باراك أن “الإدارة الأمريكية قلقة من أن جهود الشرع في تعزيز الحكم الشامل والانفتاح على الغرب قد يجعله هدفًا لعمليات اغتيال من قبل مسلحين ساخطين”.
من نفس التصنيف: الاستعلام عن منحة طلاب المدارس في العراق 2024.. موعد الصرف وشروط الحصول عليه (تفاصيل)
كما أشار باراك إلى التهديد الذي تشكله الفصائل المنشقة من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى الشرع في العملية العسكرية التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 من ديسمبر 2024.
وأضاف قائلاً: “بينما تسعى القيادة السورية الجديدة لدمج هؤلاء المقاتلين ذوي الخبرة في جيشها الوطني، فإنهم يتعرضون للتجنيد من قبل جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية”.
وأكد المبعوث الأمريكي أنه كلما طال الوقت لتقديم الإغاثة الاقتصادية لسوريا، “زاد عدد الفصائل المنقسمة التي ستقول: هذه فرصتنا للتعطيل”. وتابع: “يجب علينا ردع هؤلاء المهاجمين المحتملين قبل وصولهم، وهذا يتطلب تعاونًا وثيقًا وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين حلفاء الولايات المتحدة بدلاً من التدخل العسكري”.
وصف باراك الرئيس السوري بأنه “ذكي” و”واثق” و”مركز”، كما قلل من أهمية الحديث عن ماضي الشرع الجهادي.
وأضاف باراك قائلاً: “أنا متأكد بأن المصالح الأمريكية ومصالح الشرع متوافقة تمامًا اليوم، وهي تحقيق النجاح كما حدث في إدلب عبر بناء مجتمع شامل وفعال للإسلام المعتدل وليس المتشدد”.
وأشار إلى أن الشرع وحكومته يديران الأمور بشكل متوقع في ظل هذه الظروف.
وفي حديثه لموقع “المونيتور”، ذكر باراك أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أقل من شهر عن رفع جميع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا يمثل تحولاً في السياسة الأمريكية التي كانت تتجنب التعامل المباشر مع الشرع وحكومته المؤقتة.
وشدد باراك على عدم وجود شروط مرتبطة بتخفيف العقوبات عن سوريا كما دعا بعض المسؤولين في إدارة ترامب.
قال باراك إن هناك “توقعات” باستمرار الشفافية مع متابعة الشرع للعديد من الأولويات التي حددها ترامب خلال اجتماعهما. تشمل هذه الإجراءات وضع حد للمسلحين الفلسطينيين والسعي لانضمام البلاد لاحقًا إلى اتفاقيات إبراهام ومكافحة عودة ظهور تنظيم الدولة.
بدأت مكاتب الكونجرس من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي بصياغة تشريع لإلغاء قانون قيصر. وفي الوقت نفسه، أشار باراك إلى أن الإدارة تخطط لاستمرار تمديد الإعفاء لمدة ستة أشهر من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر حتى يتم إلغاء هذا القانون بالكامل.
وأشار باراك أيضًا إلى سلسلة من التحديات التي تواجه الشرع، بما في ذلك دمج القوات الكردية السورية ضمن الجيش الوطني ودمج وحدته من المقاتلين الأجانب المتشددين ومعالجة معسكرات الاعتقال الكبيرة المنتشرة في شمال سوريا التي تحتجز أعضاء تنظيم الدولة وعائلاتهم، والتي تُعتبر أرضًا خصبة للتطرف.
يرى باراك أن على الشرع التعامل أيضًا مع إسرائيل التي وسعت عملياتها البرية بشكل كبير في سوريا منذ الإطاحة بالأسد. فقد سيطر الجيش الإسرائيلي على منطقة عازلة مساحتها 400 كيلومتر مربع (154 ميل مربع) في مرتفعات الجولان ونفذ توغلات محدودة جنوب سوريا وقام بشن غارات جوية بهدف منع وقوع الأسلحة بأيدي خاطئة. وقد تعهد الشرع بدعم اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974 مع إسرائيل وألمح إلى إمكانية تطبيع العلاقات بين البلدين يومًا ما.
باراك الذي دعا سابقًا إلى اتفاقية عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل وصف الصراع بأنه “مشكلة قابلة للحل”، وقال: “أملنا هو أن يكون لدى الطرفين (إسرائيل والشرع)، حتى لو لم يتحدثا الآن، فهم ضمني بأن الاشتباك العسكري سيكون كارثيًا لكليهما”.
الهدف الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا وفقًا لما ذكره باراك هو إزالة العوائق أمام التعافي الاقتصادي للبلاد بحيث تتمكن دول الخليج وتركيا والسوريون أنفسهم من التدخل وإحداث علامات واضحة على التقدم في سوريا.
واختتم باراك بالقول: “حتى لو لم يكن لدى السوريين المزيد من المياه أو الكهرباء بعد، فإن رؤيتهم لإنشاء محطة كهربائية تمثل نقطة أمل واحدة تتجاوز الواقع السيئ”.
بدأ توماس باراك مهمته كمبعوث خاص إلى سوريا لتنفيذ رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو البلاد وفق ما أعلنه عبر منصة “إكس” بتاريخ 23 مايو الماضي.
وقال باراك إنه تولى منصب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا بتكليف مباشر من الرئيس ترامب وبمساندة وزير الخارجية ماركو روبيو.
توماس باراك
توماس باراك هو مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي السابق لشركة “كولوني كابيتال”، وهي شركة استثمار عالمية مقرها لوس أنجلوس (المعروفة الآن باسم “ديجيتال بريدج”).
تُعد الشركة واحدة من أكبر الشركات المستثمرة في البنية التحتية الرقمية حول العالم حيث تدير قرابة 80 مليار دولار من الأصول عبر 19 دولة، وفقًا لموقع السفارة الأمريكية بتركيا.
ممكن يعجبك: موعد شهر رمضان في 2024 في الجزائر: غرة شهر رمضان 1445 فلكيا
حفيد مهاجرين لبنانيين كاثوليك حصل على بكالوريوس ودكتوراه في القانون من جامعة “جنوب كاليفورنيا”، وكان محررًا بمجلة قانونية أثناء دراسته هناك.
نال العديد من الجوائز منها وسام جوقة الشرف الذي مُنح له بواسطة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. ويتحدث بطلاقة الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والعربية.
على مدار أربعة عقود حسبما تشير السفارة الأمريكية، استثمر السفير باراك والشركات التي أسسها أكثر من 200 مليار دولار أمريكي عبر قارات العالم وفي العديد من القطاعات المختلفة.
يشتهر السفير برؤيته الثاقبة وروحه الريادية وقد بنى شبكة علاقات عالمية قوية خصوصًا مع أبرز المستثمرين والحكومات والمؤسسات داخل الشرق الأوسط وخارجه.
بصفته قائد شركة ذات انتشار عالمي يتمتع خبرة واسعة في إدارة الشؤون التجارية والمصرفية والقانونية المعقدة وأيضاً العلاقات الحكومية والثقافية عبر أوروبا والشرق الأوسط وآسيا كما تذكر السفارة الأمريكية.
بدأ توماس باراك مسيرته المهنية كمحامي متخصص بالشؤون المالية لدى شركة محاماة دولية كبرى وعاش وعمل داخل أوروبا والشرق الأوسط. ثم انتقل للعمل بجولات عدة عبر “وول ستريت” وكان مدير مجموعة “روبرت إم باس” الشهيرة بفورت وورث بولاية تكساس.
في عام 1982 عُيّن السفير باراك نائباً لوكيل وزارة الداخلية الأمريكية بواسطة الرئيس رونالد ريغان، وفي عام 2016 اختاره الرئيس دونالد ترامب ليكون رئيس اللجنة المكلفة بتنصيب الرئيس الأمريكي الـ58.