كأس العالم 2026 تواجه الانتقادات والفيفا يلتزم الصمت | رياضة

قبل عام من انطلاق أكبر بطولة لكأس العالم لكرة القدم، لم يتم الإعلان عن تفاصيل البيع العام للتذاكر، أو أسعار معظم المقاعد، أو موقع إجراء القرعة، أو الترتيبات الأمنية. حيث تجنب الاتحاد الدولي (فيفا) إلى حد كبير الكشف عن معلومات حول الحدث الذي سيقام في 16 ملعبًا في أميركا والمكسيك وكندا.

هناك أيضًا حالة من عدم اليقين بشأن إمكانية استقبال جماهير بعض الدول، حيث ستقام جميع مباريات دور الثمانية على 11 ملعبًا في أميركا.

قلق أمني في أميركا

تعتبر قضايا الأمن مصدر قلق حقيقي. ففي آخر بطولة كبرى لكرة القدم أقيمت في أميركا، وهي نهائي كوبا أميركا 2024 في ميامي غاردنز بولاية فلوريدا، تأخر بدء المباراة لمدة 82 دقيقة بسبب اختراق بعض المشجعين لبوابات الأمن.

استثنى حظر السفر الذي فرضه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على مواطني 12 دولة الرياضيين والمدربين وأفراد الأجهزة الفنية وعائلاتهم، دون ذكر أي شيء عن الجماهير. وقد أدلى نائب الرئيس جيه دي فانس بتصريح يمكن تفسيره على أنه تحذير خلال حديثه في 6 مايو/أيار.

قال: “بالطبع نرحب بالجميع ونرغب في رؤية هذا الحدث المذهل. أعلم أننا سنستقبل زوارًا من حوالي 100 دولة. نريدهم أن يأتوا ويحتفلوا ويشاهدوا المباريات”.

وأضاف مشيرًا إلى وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم التي كانت بجانبه: “لكن عندما ينتهي الوقت، سيتعين عليهم العودة إلى بلدانهم. وإلا فسيتعين عليهم التحدث مع الوزيرة نويم”.

عودة كأس العالم لأميركا بعد 32 عامًا

كانت استضافة مونديال 1994 نقطة انطلاق لمنافسات الدوري الأميركي بمشاركة عشرة فرق في عام 1996.

كما تم تخصيص 50 مليون دولار من أرباح البطولة لتأسيس مؤسسة كرة القدم الأميركية التي تعنى بتطوير اللعبة ونموها. اليوم، يضم الدوري الأميركي 30 فريقًا ويقام في 22 ملعبًا مخصصًا لكرة القدم، بالإضافة إلى أكاديميات تهدف لتطوير المواهب.

ستشهد بطولة العام المقبل إقامة 104 مباريات مقارنة بـ64 مباراة فقط من نسخ البطولات بين عامي 1998 و2022. كما أن الملاعب الـ11 في الولايات المتحدة هي جميعها تابعة لدوري كرة القدم الأميركي وتتميز بأجنحة فاخرة ومقاعد مخصصة لكبار الشخصيات. وستكون هذه البطولة الأولى التي تنظمها الفيفا بدون لجنة تنظيم محلية.

قال جيه تي باتسون الرئيس التنفيذي للاتحاد الأميركي لكرة القدم: “مبادرة الإرث لعام 2026 تتمحور حول كيفية ضمان وجود كرة القدم في كل مكان بهذا البلد. كيف نضمن أن يتمكن كل أميركي من الوصول بسهولة لممارسة اللعبة؟ وكيف نجعل كرة القدم متاحة لكل مدرسة في أمريكا؟ وكيف نصل إلى مرحلة يرى فيها كل أميركي نفسه جزءًا من هذه اللعبة؟”.

زاد الاهتمام بكرة القدم بشكل ملحوظ في أمريكا، حيث بلغ متوسط عدد مشاهدي مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز عبر شبكات “إن بي سي” نحو 510 آلاف مشاهد لكل نافذة بث الموسم الماضي. كما تجاوز عدد مشاهدي نهائي دوري أبطال أوروبا على شبكة “سي بي إس” حاجز المليونين خلال السنوات الخمس الماضية.

ومع ذلك، قامت شبكة “سي بي إس” ببث 26 مباراة فقط من أصل 189 مباراة ضمن دوري الأبطال لموسم 2024-2025 عبر التلفاز بينما تم عرض الباقي عبر الإنترنت.

جذب الدوري الأميركي لكرة القدم أكثر من 12 مليون مشجع العام الماضي ليأتي ثانيًا بعد الدوري الإنجليزي الممتاز الذي جذب نحو 14.7 مليون مشجع خلال موسم 2023-2024 لفرقه العشرين.

ومع ذلك، اختفى الدوري الأميركي بشكل كبير من شاشات التلفزيون التقليدي منذ بداية عقده الممتد لـ10 سنوات مع منصة “آبل” في عام 2023، حيث أفاد سام سيترون المتحدث باسم “آبل” بأن الشركة لا تنشر أرقام المشاهدات.

مونديال 1994 يحقق رقمًا قياسيًا

سجل كأس العالم لعام 1994 الذي شارك فيه 24 منتخبًا رقمًا قياسيًا بحضور حوالي 3.58 ملايين مشجع خلال الـ52 مباراة. تراوحت أسعار التذاكر بين 25 و75 دولار لمعظم مباريات الدور الأول، و180 إلى475 دولار لنهائي البطولة الذي أقيم على ملعب روز بول في باسادينا بولاية كاليفورنيا.

ذكر الفيفا أنه سيعلن معلومات حول التذاكر العامة خلال الربع الثالث من العام الجاري ولكنه لم يوضح ما إذا كانت الأسعار ستكون ثابتة أم متغيرة.

تتوفر باقات الضيافة على الموقع الإلكتروني للفيفا عبر شركة “أون لوكيشين”، وبالنسبة للمباريات الثماني التي ستقام على ملعب “ميتلايف” بإيست راذرفورد بولاية نيوجيرسي – بما فيها النهائي المقرر يوم19 يوليو/تموز – تتراوح الأسعار بين25,800 دولار و73,200 دولار للشخص الواحد.

أسعار متغيرة للتذاكر

يبدو أن الفيفا يعتمد نظام التسعير المتغير لكأس العالم للأندية لهذا العام والتي ستُقام في12 ملعباً داخل الولايات المتحدة بين14 يونيو/حزيران و13 يوليو/تموز حيث تم تخفيض بعض الأسعار عدة مرات.

كما قدمت شركة “ماريوت بونفوي”، الشريك مع اتحاد كرة القدم الأميركي تذاكر مجانية لبعض أعضائها المميزين.

وعند سؤال مانولو زوبيريا مدير البطولة عن مبيعات التذاكر وترتيبات معسكرات الفرق بكأس العالم للأندية أنهى المكالمة الهاتفية بعد أربع دقائق وخمسة أسئلة فقط خلال مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”.

كتب بريندان أوكونيل المسؤول الإعلامي الذي رتب المقابلة رسالة بريد إلكتروني للوكالة قال فيها إن الضيف لم يكن مستعداً للإجابة عن مثل هذه الأسئلة.

رفض قسم العلاقات الإعلامية بالفيفا إتاحة الفرصة لرئيس الفيفا جياني إنفانتينو لمناقشة تفاصيل البطولة.

في كأس العالم لعام1994 أعلن الفيفا في مايو/أيار1992 أن مراسم القرعة ستقام في لاس فيغاس بتاريخ18 أو19 ديسمبر/كانون الأول1993 بينما بالنسبة لبطولة2026 فلم يكشف بعد عن خطط القرعة ولكن يبدو أنها ستجرى أيضًا يوم5 ديسمبر/كانون الأول المقبل في لاس فيغاس.

بدأت مبيعات التذاكر العادية لكأس العالم لعام1994 منذ فبراير/شباط1993 لعائلة كرة القدم الأميركية ثم بدأت مبيعات الجولة الأولى والثانية للجمهور يونيو/حزيران من نفس العام حيث قدم المشجعون طلبات قرعة أكتوبر/تشرين الأول1993 للمباريات بدءً من ربع النهائي فما فوق.

يمكن للفرق أن تتدرب بعيداً عن المدن المستضيفة للمونديال

بينما لم يقدم الفيفا أي تفاصيل بشأن خطط بيع التذاكر للبطولة المقبلة، يعمل الاتحاد على توسيع نطاق الحدث ليشمل مناطق خارج المدن المستضيفة حيث نشر قائمة تضم حوالي60 معسكراً تدريبياً محتملًا للمنتخبات يرتبط كل منها بفندق معين. بعضها فاخر مثل منتجع ذا جرينبريير بولاية ويست فرجينيا وبعضها الآخر أكثر تواضعاً مثل فندق كورت يارد باي ماريوت ميسا بأريزونا.

هناك العديد من الترتيبات التي تحتاج إلى التنسيق؛ فعلى سبيل المثال تقوم رابطة دوري البيسبول الأمريكي حالياً بوضع جدول مباريات الموسم لتفادي تداخل المباريات الخاصة بالفرق الأربعة التي تقع ملاعبها بجوار ملاعب كأس العالم – أرلينغتون (تكساس)، كانساس سيتي (ميزوري)، فيلادلفيا وسياتل – مع مواعيد مباريات المونديال.

من جانبه قال بوريس جارتنر رئيس وشريك بشركة ريليفنت سبورتس (وهي شريك تجاري للعديد من المنظمات الرياضية) إن كأس العالم لعام2026 يجب أن يُنظر إليه كخطوة أخرى نحو النمو طويل الأمد لكرة القدم بأميركا.

وقال: “إذا كان لديك فهم واضح للسوق والجمهور وفهم دقيق للقيمة التي تقدمها هذه الحقوق لوسائل الإعلام ودمج المحتوى مع استراتيجية تجارية صحيحة وتوزيع إعلامي مناسب فإن هذا شيء سيستمر بالنمو خلال العقدين القادمين. فإذا زاد عدد متابعي دوري السيدات سيتزايد أيضاً عدد المهتمين بكرة القدم مما قد يقودهم لمتابعة مباريات الدوري الألماني أو الإسباني”.